38serv
وعد ساركوزي، الذي ترأس الحزب منذ 4 أشهر، بأنه سيعود إلى الحكم من جديد تلبية لرغبة الناخبين الذين عبروا عن خيبة أملهم في اليسار الحاكم، متوجهين نحو اليمين الفرنسي في ظل تخبطهم وسط جملة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية كارتفاع الضرائب ومشاكل التعليم، وغيرها من المسائل اليومية التي أثقلت كاهل المواطن الفرنسي، يقول ساركوزي، الذي جدد تمسكه بمعادلة “لا للجبهة الوطنية (اليمين المتطرف)، لا للحزب الاشتراكي (الحاكم)” في الدور الثاني للانتخابات المقرر إجراؤه الأحد المقبل.الأمر الذي وصفه من جهته رئيس الحكومة، مانويل فالس، بالخطأ السياسي والخطأ الأخلاقي بالسماح لليمين المتطرف بالانتشار الواسع، كما اعتبر حملته الانتخابية ناجحة بالرغم من الخسارة الثقيلة التي تكبدها الحزب الاشتراكي، المهم أن مارين لوبان لم تحقق الفوز الذي كان متخوفا منه، داعيا بذلك كل الناخبين لسد الطريق أمام اليمين المتطرف، والتكتل وتوحيد الصفوف مع التصويت لكل المترشحين الجمهوريين، سواء كانوا من اليمين مع ساركوزي، أو من اليسار، وهي التعليمات الانتخابية التي ضم إليها وزير الخارجية الأسبق والمترشح لرئاسيات 2017، آلان جوبي، صوته، والمعررف بصاحب الفكر الديغولي واليميني الاجتماعي المعتدل، معاكسا بذلك تماما ما جاء على لسان رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية ساركوزي. أما مارين لوبان فقد طالبت، من جهتها، مباشرة عقب الإعلان عن النتائج، باستقالة رئيس الوزراء، مانويل فالس، لما أصابه من هيستيريا تجاه اليمين المتطرف، واصفة النتائج الانتخابية الإقليمية بالانتصار التاريخي منذ نشأة الجبهة الوطنية بحصولها على ربع أصوات الناخبين، وهو الأمر الذي لم يحققه لا حزب اليمين ولا الحزب الاشتراكي، مضيفة بأنها ستضاعف من حملتها الانتخابية هذا الأسبوع للتربع على أقاليم اليسار الحاكم التي لم تشهد مستشارين آخرين باستثناء الاشتراكيين منذ 30 سنة، ويتعلق الأمر بإقليم الفوكلوز جنوبي غرب فرنسا، فبعدما كان اليمين المتطرف لديه مستشارون فقط على مستوى التراب الفرنسي، أصبح يحوز اليوم على 43 مستشارا فازوا من الدور الأول، و33 آخرون احتلوا المرتبة الثانية بعد اليمين الفرنسي، أي بزيادة في عدد الأصوات قدرت بـ360 ألف، مقارنة بالانتخابات الأوروبية السابقة، بالرغم من نسبة الامتناع التي بلغت 50 في المائة، وبدون حساب العواصم الكبرى التي لم تجر فيها عملية الانتخابات، كباريس وليون ولامارتنيك.تجدر الإشارة إلى أن الحزب الاشتراكي فقد 500 مجلس في مختلف المقاطعات الفرنسية، على رأسها أهم إقليم بفرنسا، وهو الشمال، حيث توجد رئيسة الحزب الاشتراكي السابقة، مارتين أوبري، والذي تزحلق نحو اليمين الفرنسي لأول مرة في تاريخ الدولة، في انتظار تزحلق إقليم الفوكلوز، الذي وعدت مارين لوبان بالاستيلاء عليه في الدور الثاني، لفوزها في 27 مقاطعة فيه من أصل 41 موزعة عبر الإقليم، كما تتلخص نتائج هذه الانتخابات في وجود فائز واحد أكبر حسم إليه الأمر، استطاع التوغل والتوسع بكل ثقة وسط الفرنسيين المكتئبين، ومن طبقة العمال البسطاء الذين يعانون من الفقر والبطالة ومشاكل التهميش الاجتماعي، ولا يزال يواصل صعوده نحو الأمام إلى غاية اعتلائه سدة الحكم بقيادة مارين لوبان.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات