38serv
كشف منتخب قطر، بقيادة المدرّب الجزائري جمال بلماضي، وبتعداد يضمّ الفرانكو جزائري كريم بوضياف، عيوب المنتخب الوطني الجزائري ومحدودية مدرّبه كريستيان غوركوف الذي فشل في ”أسهل” امتحان له بعد ”الكان”، حين واجه منتخبا منقوصا من نصف عناصره الأساسية، لكنه فاز في نهاية التسعين دقيقة.المنتخب الجزائري الذي ترك بصماته في مونديال البرازيل ودخل التاريخ من أوسع أبوابه، أصبح مع كريستيان غوركوف منتخبا يحتضر، بعدما وهن وأصبح غير قادر على فرض منطق الكبار أمام منتخبات أقل خبرة وقوة منه ولا تضم في تعدادها عناصر بارزة تنشط في أفضل البطولات الأوروبية، كون ”العنّابي” تمكن من الإطاحة بممثل العرب الوحيد في نهائيات كأس العالم، وإفلات ”الخضر” من هزيمة ثقيلة مخزية، وهو عنوان لفشل مبرمج للمدرّب السابق لنادي لوريون الفرنسي الذي وجد في مناخ غينيا الاستوائية أفضل غطاء لمداراة عورات خياراته وضعف شخصيته لقيادة ”الخضر” إلى تحقيق ما هو أفضل من ثمن نهائي المونديال.تصريحات سليماني تفضح غوركوفتناقض تصريحات غوركوف مع هدّاف المنتخب الوطني إسلام سليماني بشأن التحكيم، دليل واضح على أن الحجج أصبحت أبرز ما يميز مدرّب المنتخب الوطني في تصريحاته في أعقاب أي إخفاق، كون غوركوف قال عن الحكم الأوزباكي إنه ضعيف وإنه لم يشاهد أسوأ منه حتى في مالي. بينما اعترف سليماني بأن الحكم ”لم يسرق حق المنتخب الوطني خلال المباراة”، في وقت لم يصدق القطريون أنفسهم وهم يفرضون ”نسق” المباراة على منتخب نجوم، بل ويعبثون به ويتفنون في الاستعراض وفي جعل المنتخب المونديالي تائها فوق أرضية ميدان لخويا ولاعبيه يتابعون الفرص الضائعة التي كادت تجعل المباراة تنتهي بنتيجة تاريخية.وبدا واضحا من خلال طريقة لعب المنتخب وانعدام الانضباط فوق أرضية الميدان، سواء في التعامل مع لاعبي المنافس أو مع الحكم، أو حتى في أنانية بعض اللاعبين، منهم ياسين براهيمي، والاحتفاظ المبالغ فيه بالكرة، يعكس ضعف المدرّب وذوبان شخصية أمام من يعتبرهم ”نجوما فوق العادة”، وهو الذي اعترف بعد ”الكان” بأنه تعمّد عدم إخراج براهيمي وفغولي رغم تواضع مستواهما في غينيا الاستوائية حفاظا على نجوميتهما، أمام صمت مطبق لرئيس ”الفاف” محمد روراوة، الذي يرى بأن المنتخب بطبعة غوركوف يسير إلى الهاوية، دون أن يتدخل لوضع حد لمهزلة المدرّب الذي يتلقى راتبا ضخما، ليس من أجل جعل المنتخب يتألق، إنما فقط من أجل إرضاء النجوم من طراز فغولي وبراهيمي.ثم إن خيارات كريستيان غوركوف وتعامله بمكيالين مع اللاّعبين، واقع يستدعي التوقف عنده، فهو المدرّب الذي أبعد المدافع الياسين بن طيبة كادامورو وحكم عليه بالإعدام بسبب تمريرة خاطئة في مباراة تونس الودية، رغم أن المحكوم عليه بالإعدام سجل هدفا في أول فرصة حقيقية له وقدّم نفسه على أنه أحد الحلول في وسط الدفاع الذي أضحى، بشهادة مباراة قطر، مهزلة التشكيلة الجزائرية. كما أن غوركوف الذي زار فغولي وبراهيمي في إسبانيا وقطر، ليعترف بعدها بأنهما لم يكونا سيئين في ”الكان” بالدرجة التي صوّرها الإعلام، اعترف ضمنيا بأنه يعتبر نفسه فعلا ”أصغر” من فغولي وبراهيمي، لكنه ”أكبر” من بقية اللاعبين، وخاصة المحليين منهم.حالة التسيّب والفوضى تعكسضعف شخصية المدرّبتضييع ياسين براهيمي لكرتين (أمام إثيوبيا وقطر) تسببتا في هدفين ضد المنتخب الجزائري على حساب حارسين محليين، هما محمد لمين زماموش وعز الدين دوخة، دون أن يدفع غوركوف إلى توبيخ أو انتقاد لاعبه، يعكس الفوضى السائدة وحالة التسيب الكبيرة فوق أرضية الميدان، واندثار ”الخوف” من المدرّب الذي كان سائدا في عهد وحيد حاليلوزيتش، فقد انتقل المنتخب بين حاليلوزيتش وغوركوف من النقيض إلى النقيض، وهو ما يقودنا إلى الاستفسار حول أسباب ”طرد” كادامورو ونبيل غيلاس وعبد المومن جابو من المنتخب، ويدفعنا أيضا إلى التساؤل عن خلفيات إقصاء مهدي مصطفى سبع وعدلان ڤديورة، ويقودنا أيضا إلى التساؤل إن كانت دورة الدوحة مناسبة للإمضاء على شهادة وفاة اللاعبين المحليين، أم أنها فعلا بداية مشوار الفرص للمحليين لتأكيد استحقاقهم لمكانة ضمن هذه التشكيلة التي سقطت أمام ”الكبار” و«الصغار” وفي المنافسات الرسمية والودية، وارتكبت أخطاء داخل وخارج القواعد.نقطة ضعف المنتخب الجزائري أضحت، بما لا يدع مجالا للشك، في مدرّبه وبسبب ضعف شخصيته وتعامله بمكيالين، فهو يضع أي لاعب تكوّن في المدارس الجزائرية في المقام الثاني أمام اللاعبين القادمين من المدارس الأوروبية. فإقصاء لاعب مثل عبد المومن جابو الذي سجل هدفين لـ«الخضر” في كأس العالم، لا يمكن اعتباره سوى تعسف من المدرّب غوركوف ويؤكد بأن بعض خياراته لا تستند إلى معايير فنية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات