توتر جديد بين ألمانيا وتركيا بسبب قاعدة "أنجرليك"

توجهت الأنظار من جديد إلى قاعدة "إنجيرليك" الجوية في تركيا، بعد أن هددت برلين بنقل جنودها المتمركزين هناك إلى دولة أخرى إذا أصرت أنقرة على رفض منح مشرعين ألمان الإذن بزيارتها.ويتمركز نحو 250 جنديا ألمانيا في إنجيرليك، حيث يشاركون في مهمة قتالية للحلف ضد تنظيم "داعش" في سوريا المجاورة، لكن الرفض التركي بمنح المشرعين الألمان إذن بزيارتها، يسلط الضوء على توترات جديدة بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي.وقالت مصادر من وزارة الخارجية التركية إن المشرعين لم يحصلوا على موافقة لزيارة القاعدة لاعتبارها زيارة غير مناسبة في هذا التوقيت، علما أن توتر العلاقات ظهر في مرحلة التحضير لاستفتاء تركيا الأخير في أبريل الماضي حين منعت برلين ساسة أتراك من الحديث في تجمعات للأتراك المقيمين هناك.يذكر أن كلمة "إنجيرليك" تعني "التين شجرة بستان" في اللغة التركية، واتخذ قرار بنائها قبل الحرب العالمية الثانية ولكن بناءها تأجل بسبب نشوب الحرب ومشاركة الولايات المتحدة فيها، ليبدأ بناؤها عام 1951 واكتمل بناؤها بعد 3 سنوات في عام 1954 على يد المهندسين التابعين للجيش الأمريكي، كما وقعت هيئة الأركان العامة التركية والقوات الجوية الأمريكية عام 1954 اتفاقية الاستخدام المشترك للقاعدة الجوية الجديدة.وتقع هذه القاعدة في جنوب تركيا بمدينة أضنة حيث تستخدمها القوات التركية بالإضافة إلى وجود الوحدة التاسعة والثلاثين للطائرات المقاتلة للقوات الأمريكية، ولها أهمية استراتيجية، ليس لتركيا فحسب بل ولحلف الناتو.وتحتوي القاعدة صواريخ دفاع جوي لحماية أجواء القاعدة والمنطقة كما إنها تعتبر مركز إمداد عسكري في المناطق الجنوبية حيث تقدم الوحدة التاسعة والثلاثين دعما عملياتيا وإداريا ولوجستيا وطبيا للقوات الأمريكية الموجودة في المنطقة، وتشرف بالإضافة إلى ذلك على أكبر مخزون للأسلحة الحربية التابعة للقوات الجوية الموجودة في الخارج.وكان لهذه القاعدة دور مهم في حرب الخليج عام 1991، حيث كانت طائرات الولايات المتحدة والدول التحالف تنطلق لضرب العراق، كما كانت قاعدة مراقبة منطقة الحظر الجوي المفروضة فوق الأراضي العراقية في الفترة التي تبعتها.كما استخدمت إنجيرليك خلال الحرب في أفغانستان كمركز رئيسي للبعثات، ولاحقا في حرب واشنطن ضد الإرهاب في المنطقة.