محور الدفاع هاجس متوارث في المنتخب الوطني

38serv

+ -

ورث كريستيان غوركوف، مدرّب المنتخب الوطني، عن سابقه وحيد حاليلوزيتش مشكلا معقّدا في تشكيلة “الخضر”، ويتعلق الأمر بمحور الدفاع الذي أضحى مع مرور المباريات وتوالي المنافسات الرسمية والودية، نقطة سوداء وهاجسا حقيقيا ومصدر “سقوط” المحاربين في كل مرة.

 لم يجد المدرّب الحالي لـ”الخضر” حلولا لمعالجة خلل محور الدفاع لافتقار البطولة الجزائرية، حسب اعترافه، للاعبين قادرين على البروز في المستوى العالي، بينما لم تكوّن المدارس الفرنسية للمنتخب الجزائري مدافعين ينشطون في المحور، واقتصرت “فائدة” المنتخب الجزائري من تمرير قانون الباهاماس من طرف “الفاف” في 2009، على عناصر لتنشيط اللعب وعلى مدافعي الرواقين الأيمن والأيسر، وبدرجة قليلة لاعبي الهجوم.وخلال السنوات الثلاث التي قضاها المدرّب البوسني وحيد حاليلوزيتش على رأس المنتخب الجزائري، لم يحرص، وهو يفتح ورشة عمرها بالمدة نفسها التي قضاها مدرّبا للمنتخب الجزائري، على إعداد لاعبين في المحور لمعالجة المشكل، ولو على المدى البعيد، رغم أن البطولة الجزائرية كانت تضمّ عناصر شابة تعد بالكثير، على غرار فاروق شافعي من اتحاد الجزائر وجمال الدين بن العمري من شبيبة القبائل، وهو ثنائي كان بمقدوره، في حال استثمار حاليلوزيتش فيه، أن يقدّم اليوم خدمة جليلة للمدرّب الحالي كريستيان غوركوف.كادامورو لم يأخذ فرصته وبوڤرة خيار ضروريوعلاوة على ذلك، فإن الياسين بن طيبة كادامورو، اللاعب المتعدد المناصب في الدفاع، لم يفرض نفسه كخيار قوي وضروري وواضح في عهد حاليلوزيتش لعدة أسباب، أهمها تعرضه في كل مناسبة إلى الإصابة حين يتعلق الأمر بمباريات “الخضر”، ومشاركته مع فريقه في منصب الظهير الأيمن أو الأيسر أكثر منه لاعبا محوريا، إلى جانب وجود بعض ركائز المنتخب في المحور، في صورة رفيق حليش ومجيد بوڤرة والسعيد بلكالام، رغم أن هذا الثلاثي لم يقض على المشكل القائم منذ رحيل رابح سعدان عن تدريب “الخضر”، المدرب الذي عزز صخرة الدفاع في المنتخب الجزائري ووجد الحل المناسب بإشراك بوڤرة وحليش وعنتر يحيى في آن واحد، لعدم وجود خيار آخر لجعل المنتخب قويا في خطوطه الخلفية.كما أن وحيد حاليلوزيتش اقتنع بأن كارل مجاني يصلح لاعب وسط دفاعي أكثر منه لاعبا محوريا، بينما وظّفه خليفته كريستيان غوركوف منذ مجيئه في المحور، معلنا ضمنيا بأن حاليلوزيتش كان مخطئا في طريقة توظيف مجاني، غير أن إعادته (مجاني) إلى محور الدفاع لم يعد التوازن إلى التشكيلة الوطنية التي خسرت لاعبا وسط دفاعي، ولم تكسب بالمقابل لاعب محور دفاعي، بل إن المنتخب الوطني في عهد غوركوف خسر حتى أقل اللاعبين قوة في المحور (حسب غوركوف على ضوء لاعبي الدفاع في كان 2015)، إذا سلّمنا بأن موقف المدرّب الوطني من “الماجيك” جعل قائد “الخضر” يفضّل الخروج من الباب الواسع واعتزال اللّعب دوليا، رغم أنه أكد على قدرته في أن يكون خيارا مهما وضروريا بعد أدائه القوي في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، في الوقت الذي استغنى غوركوف أيضا طواعية ودون ضمان بدائل، عن الياسين بن طيبة كادامورو الذي نال ربع فرصة أمام تونس يوم 11 جانفي الماضي، وذهب ضحية تمريرة خاطئة كلفته الطرد بسبب محاولة التدارك الخاطئة، وكلّفت المنتخب هدفا رد به “نسور قرطاج” على هدف “الخضر” الذي أمضاه، من غرائب الصدف، كادامورو نفسه.حاليلوزيتش أهمل المشكل وغوركوف زاده تعقيداورغم أن الواقع الحالي يؤكد بأن حاليلوزيتش لم يسهل من مهمة غوركوف، كونه لم يفكّر إطلاقا في حل مشكل محور الدفاع، إلاّ أن خيارات المدرّب الحالي لـ”الخضر” ساهمت بقسط كبير في جعل ممثل العرب في المونديال الذي أحرج الألمان، يسقط أمام منتخب قطر وديا بتعداد ضمّ لاعبين حملوا لأول مرة ألوان المنتخب القطري، مقابل مشاركة “الخضر” بكامل عناصره الأساسية تقريبا، عدا حارس المرمى المتألق، وهو عز الدين دوخة، ومدافع المحور فاروق شافعي الذي اختار غوركوف منحه فرصته في ظروف استثنائية وتحت ضغط كبير، في انتظار إمكانية إخضاع اللاعب المحلي الآخر جمال الدين بن العمري، في الظروف الصعبة نفسها وتحت الضغط، قبل الاستغناء عنه وعن كل المحليين بعد العودة من قطر بحجة “الابتعاد عن المستوى العالي”، وهي الحجة “الواهية” التي أسقطت عبد المومن جابو، مسجل هدف “الخضر” في مرمى الألماني نوير، من حساباته. مغامرة المحليين مع غوركوف والمنتخب تنتهي بعد استكمال الإجراءات الشكلية في جعل اللاعب المحلي يحمل ألوان “الخضر”، دون وضع الثقة في قدراته أو منحه الوقت الكافي ليفرض وجوده، وكل ذلك لذر الرماد في أعين الجمهور الرياضي والإعلام الرياضي أيضا المنتقد للكيل بمكيالين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات