38serv
قال مصطفى هميسي إن الشعور الوطني في الجزائر ظل مرتبطا بمفهوم الوطن بالمعنى الجغرافي وليس العاطفي، وأوضح أن الشعور الوطني انطلق مع بداية استسلام الداي حسين، حيث وجد الجزائريون أنفسهم منفردينفي مواجهة قوة استعمارية، بعد أن تخلت عنهم الدولة التي كانت تحكمهم، وبدأ الجزائريون في تنظيمأنفسهم لمواجهة قوة الاستعمار من خلال الالتفاف حول الأمير عبد القادر. أوضح الباحث مصطفى هميسي خلال ملتقى “الأنوار للفكر الحر” الذي تناول موضوع “نجاح أم فشل النخب الجزائرية”، أن التفاف الجزائريين حول الأمير عبد القادر عرف أولى مراحل الشعور الوطني، معتبرا أن الاستعمار الفرنسي عمل على تكوين نخبة تدعم مشروعه الاستعماري، ولكن تلك الفكرة كما يقول مصطفى هميسي لم تدم طويلا، حيث تفطنت هذه النخبة وانخرطت في مشروع التحرير الوطني.
وقسم هميسي دور النخبة الجزائرية في الدفاع عن القيم الوطنية إلى عدة مراحل، مؤكدا أن الاستعمار الفرنسي سعى إلى محو كل آثار التعليم عبر القضاء على النخبة وتدمير قيم العلوم، وحملت استراتيجية الاستعمار الفرنسي مفهوم نشر الجهل ومنع التعليم ومحاربة الثقافة الجزائرية، ومنع حتى الثقافة الفرنسية على الجزائريين، موضحا أن الاستعمار الفرنسي سعى إلى نشر الجهل لدى الشعب الجزائري لمدة قرن من الزمان.وحدد هميسي تاريخ الفاتح من نوفمبر 1945 موعدا حاسما لبداية مفهوم الوطنية التي تلتها مرحلة التأسيس، وهي المرحلة الأولى للتوحيد والتطوير من أجل مشروع الاستقلال الذي مكَّن من بناء مشروع وطني ذي سيادة، مشيرا إلى أن النخبة لم تحقق انتصارات حاسمة في بناء الدولة الوطنية، رغم انتصارها على القوة الكولونيالية.وأوضح مصطفى هميسي أن مرحلة ما بعد الاستقلال كان لها تأثير كبير على مفهوم النخبة الجزائرية ودورها في الحياة السياسية والاجتماعية، وذكر أن الجزائر بعد الاستقلال عرفت انخراط النخبة في إطار الدولة الجهاز، وليس الدولة بالمفهوم الوطني الشامل القائم على مبدأ الحريات والديمقراطية، كما قال إن الجزائر سرعان ما عرفت تشكل دولة الأزمات قبل أن تعرف مرحلة “دولة الأجهزة بلا هوية” كما أسماها، مشيرا إلى أن هذه المرحلة المتقدمة عرفت تراجع دول المشروع الوطني في مقابل ارتفاع صوت الأجهزة الأمنية والبيروقراطية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات