38serv
يعلو صوت المآذن بالجزائر عند مغيب الشمس، مناديا إلى صلاة المغرب.. ينهمك الجزائريون في تناول مختلف الأطباق بمنازلهم أو بمطاعم عابري السبيل، أو حتى مقرات العمل، في حين تجد امرأة في الأربعينيات من العمر نفسها مشردة في مصالح استعجالات مستشفى بني مسوس بالعاصمة، جالسة على كرسي متحرك معطل، استنجدت به للتخفيف من معاناتها، وتنظر بأعين دامعة إلى والدتها الممدودة فوق مكتب متهرئ ومكسور، ومغطاة بوشاح أبيض وموصولة بقارورة مصل، في انتظار نقلها إلى غرفة مجاورة لمواصلة العلاج في مشهد مُخزٍ أدمى قلوب الحاضرين.
عندما نادى المؤذن لصلاة المغرب في اليوم 7 من الشهر الجاري، انخفض مستوى الرعاية الطبية بمصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى، واختفى أصحاب المآزر البيضاء الذين كانوا يتنقلون في الأروقة لمتابعة تطورات حالات المرضى، باستثناء فتاة في مقتبل العمر، ترتدي خمارا أسودا، وتبدو من خلال نظاراتها وهيئتها والسماعات الموضوعة حول عنقها بأنها طبيبة.. كانت تلازم مكتبها وتستقبل الوافدين حينا، وتقوم بجولة خفيفة لمعاينة المرضى الموجودين في قاعة العلاج حينا آخر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات