38serv
وجب التساؤل، بعد فشل الجزائر في كسب تأييد أعضاء المكتب التنفيذي لـ«الكاف”، عما قدمه رئيس “الفاف”، محمد روراوة، للكرة الجزائرية، وما استفادت منه الجزائر رياضيا من تواجده على مستوى عدة هيئات رياضية.الكرة الجزائرية في عهد الرئيس الحالي للاتحادية، محمد روراوة، حضرت مرتين متتاليتين في المونديال، وهو إنجاز تاريخي يعيد إلى الأذهان ما فعله منتخب الثمانينات الأسطوري، حين شارك بدوره مرتين متتاليتين في المونديال، وهو دليل على أن الاتحادية نجحت، بسياسة الاعتماد على مدارس التكوين الفرنسية، في تلميع واجهة الكرة الجزائرية ببناء منتخب وطني قوي، رغم أنه لا يمثل في الحقيقة الكرة الجزائرية.عدا الواجهة التي اقترحها روراوة على الجزائريين، لتعويض عقم الأندية الجزائرية واستبدال العمل القاعدي على المدى البعيد وتكوين اللاعبين بـ«البضاعة الجاهزة”، فإن الكرة الجزائرية لم يتحسن حالها في عهد الرئيس الحالي لـ«الفاف”، بل إن المنتخب سجل رقما قياسيا بإشراكه أحد عشر لاعبا أساسيا ينشطون جميعهم في البطولات الأجنبية.الكرة الجزائرية في عهد محمد روراوة ميزها تنامي ظاهرة أعنف بسبب تنامي ظاهرة الرشوة، وبسبب أيضا التمييز في فرض العقوبات على المتسببين في الفوضى، وامتد داء الكرة الجزائرية إلى كل المستويات، ما جعل الجزائر تسوق كرويا المهازل وعنوانا للعنف ومرجعا للرشوة ولكل أشكال الفوضى، ما يجسد عدم اهتمام الاتحادية ورئيسها بتطوير الكرة الجزائرية، وحرص محمد روراوة على فرض أحادية اتخاذ القرارات وتمييع أي دور لأية كفاءات أخرى.ولم تستفد الجزائر أيضا من تواجد محمد روراوة على مستوى الهيئات الكروية في شمال إفريقيا وعربيا وإفريقيا ودوليا، بدليل أن الجزائر اضطرت إلى لعب مباراة فاصلة في أم درمان السودانية أمام منتخب مصر، رغم هول الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني بالقاهرة في نوفمبر من سنة 2009 الذي يمنح الجزائر حق الترشح دون لعب المباراة.كما أن “نفوذ” روراوة قاريا لم يجنب المنتخب الوطني مهزلة الحكم كوفي كوجيا في أم درمان السودانية، ولا حتى إخراج المنتخب الوطني في دورة جنوب إفريقيا سنة 2013 من الدور الأول بإيعاز من التونسي طارق بوشماوي، الذي هدد الحكام وقتها بضرورة منح الأفضلية لمنتخبي كوت ديفوار وتونس للتأهل على حساب الجزائر والطوغو، فضلا على أن ما صنعه الحكم الغيني في 2009، حين رفض احتساب هدف شرعي من عنتر يحيى بالبليدة ضمن تصفيات مونديال 2010 يعتبر مؤشرا قويا على أن روراوة لم يتمكن من حماية المنتخب رغم مكانته في “الكاف”.ما حدث في إثيوبيا ومصر في سبتمبر 2014 وأفريل 2015 على التوالي، يؤكد بأن الجزائر خسرت بتواجد روراوة في “الكاف” ولم تنل أي مكاسب، بل إن خلافه مع الرئيس عيسى حياتو أثر أكثر على حظوظ احتضان الدورة النهائية القارية، فالجزائر فشلت في جعل أعضاء المكتب التنفيذي (أصدقاء روراوة) يصوتون على ملفها، ونالت الجزائر ثلاث صفعات بشأن دورات 2017 و2019 و2021، وأصبحت مهزلة وسط الأمم في إفريقيا، كون “الكاف” أسقطت الجزائر من حساباتها في العشر سنوات المقبلة ولم تحترم تواجد روراوة ومكانته في الهيئة الكروية القارية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات