عوامل بسيطة تحوِّل الأنفلونزا إلى مرض قاتل

نفى الدكتور درار فوزي، مسؤول المخبر المرجعي للأنفلونزا بمعهد باستور، أن تكون حالتا الوفاة المسجلتان بالعاصمة ناتجتين عن إصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، مؤكدا أنهما حالتان ليستا خارجتين عن العادة، وأن الأنفلونزا تصبح قاتلة عندما لا تجد أمامها مناعة قوية، فتتمكن من بلوغ مناطق حساسة في جسم الإنسان كالصدر والرئتين، وتخلف مضاعفات وتبعات حادة قد تصل إلى الوفاة بالنسبة لمن يفتقرون لجهاز مناعة قوي.وأفاد المتحدث، خلال ندوة صحفية مشتركة مع مدير معهد باستور حرات زبير بمكتبة المؤسسة في الحامة بالعاصمة، بأن الأنفلونزا تتحول إلى خطر على حياة الإنسان في حالة اجتماع الظروف المناسبة، في مقدمتها ضعف نظام مناعة الجسم المصاب، برودة الطقس، وعدم إجراء تلقيح، والإصابة بأمراض مزمنة، مشيرا إلى أن 30 جزائريا تأزمت حالتهم وفقدوا حياتهم خلال عامي 2016 و2017 جراء إصابتهم بأنفلونزا موسمية حادة بشرية وليس أنفلونزا حيوانية.وبخصوص كمية الجرعات التي خصصتها الدولة للتلقيح ضد الأنفلونزا، ذكر المتحدث أن وزارة الصحة وفرت 2.5 مليون جرعة، وُزع منها 1.3 مليون على الوحدات التابعة لقطاع الصحة، وهي الدفعة التي استُهلك منها 80%، فيما وزعت البقية على الصيدليات.وكشف المتحدث أن وزارة الصحة قررت جلب دفعة جديدة من الجرعات الأسبوع المقبل لمواصلة برنامج التلقيح ضد الأنفلونزا، بعدما لاحظت وجود استهلاك واسع للجرعات السابقة، مشيرا إلى أنه لا يوجد بلد بإمكانه تلقيح كل سكانه، بل ما يمكن فعله هو تلقيح الفئات الأكثر عرضة لمثل هذه الإصابات كالأطفال والنساء الحوامل والشيوخ الذين لديهم نظام مناعي هش وضعيف بالمقارنة مع بقية الأشخاص.وفي تفاصيل هذه الإصابات، أوضح الدكتور درار بأن "عمر الفيروس المسؤول عن الأنفلونزا يختلف باختلاف أنواعه وتركيبته، فقد يطول لسنوات عدة ويستدعي تلقيحه سنويا، كما قد يفقد هذا الأخير مقاومته في ظرف وجيز ويحل مكانه فيروس آخر يكون مقاوما أمام التلقيح القديم، لذا يتعين جلب تقليح خاص به بالنظر إلى اختلاف تركيبته". وتابع المتحدث بأنه في حال تغيرت تركيبة الفيروس واتخذت شكلا جديدا، يصبح من الضروري إجراء تلقيح جديد لاستحداث مناعة أمامه، مشيرا إلى أن التلقيح السابق لا يمكنه أن يشكل مناعة، وهو يحول الإصابة إلى أنفلونزا حادة.