صلاح الدسوقي، لـ "الخبر": تركيا تتوغل في الشمال السوري بمعرفة أمريكا وروسيا

38serv

+ -

 خص الأمين العام للمؤتمر الناصري العام، الدكتور صلاح الدسوقي، لـجريدة الخبر بحوار تطرق فيه لاجتياح المناطق الشمالية السورية من طرف الجيش التركي بالإضافة لعمليتي عفرين ومنبج وموقف كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية من ذلك .

ما خلفية الإصرار التركي على اجتياح المناطق الشمالية السورية؟ التدخل التركي في الأراضي السورية مرفوض تماما؛ لأنه يعد اغتصابا وتعديا على أراضي دولة عربية. وحسب وجهتي نظري الشخصية، أرى بأن الإصرار التركي على اجتياح المناطق الشمالية السورية يكاد يكون فيه شكل من أشكال التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وقد يكون ذلك جزءا من مخطط تقسيم سوريا والهيمنة على المناطق الشمالية بعدما أنهكتها الحروب على مدى سبع سنوات، وجزء من المسألة التواجد الأمريكي في شمال شرق سوريا وإنشاء قوة عسكرية تحت مسمى “سوريا الديمقراطية” واستخدامها كذريعة لتقسيم النفوذ في الأراضي السورية، شأنها شأن تنظيم داعش الذي تم استخدامه من قبل أمريكا التي شكلت من جهة اخرى تحالفا دوليا للقضاء عليه، انتهى إلى تواجد عسكري مباشر للقوات الأمريكية في سوريا، بالإضافة إلى قوات بريطانية وفرنسية، وعلى الوتيرة نفسها يتم استخدام سوريا الديمقراطية لاغتصاب مناطق النفوذ، وهذه مقاربة بين “داعش” وسوريا الديمقراطية لتنفيذ مخططات دول أجنبية، حيث تم استخدام تنظيم داعش للتدخل الأمريكي وإنشاء قواعد تواجد عسكري مباشر، وعلى النحو ذاته يتم استخدام قوات سوريا الديمقراطية ذريعة للتدخل التركي لضمان حصولها على نصيبها من الأراضي السورية.ما الهدف من عملية عفرين، وبعدها منبج، وهي مناطق طرد منها تنظيم داعش من قبل وحدات كردية؟ علينا أن نوضح بأن تنظيم داعش ذريعة، شأنه شأن قوات سوريا الديمقراطية، والدليل أنه لا يتم إبادته أو القضاء عليه؛ وإنما نقل هذه التنظيمات من مكان إلى مكان آخر بمعرفة تركيا وأمريكا، مع العلم أن 90 في المائة من العناصر الإرهابية، على غرار داعش والجيش الحر المتواجدة بالأراضي السورية، دخلت من الأراضي التركية، علما بأن بعض الحكومات تستخدم هذه العناصر على المستوى الإقليمي والدولي لتحقيق أهدافها.هل هناك علاقة بين العملية التركية وعملية إدلب التي يقوم بها الجيش السوري كآخر معاقل النصرة والمجموعات المسلحة القريبة من تركيا؟ حالة الوصل بين عملية عفرين وما يتم في إدلب، هي روسيا التي تولت تمرير التدخل التركي في منطقة عفرين في مقتبل عملية مطار راس الدغور في إدلب.كيف تقرؤون المواقف الروسية والأمريكية حيال العملية التركية الجديدة في شمال سوريا؟ الحقيقة أن الموقف الروسي والأمريكي قد غض الطرف عن هذه العملية في إطار تحجيمها، وأن تكون في حدود معينة حتى لا تتداخل مع مصالح الطرفين، فمصلحة للولايات المتحدة أن تستقر في المنطقة عسكريا بإرضاء من الجانب التركي، في الوقت نفسه تحرص روسيا على استمرار التنسيق مع تركيا لتنفيذ مخططها الرامي إلى تخفيف القتال في بعض المناطق في إطار مباحثات إستانا، وعلى هذا الأساس تريد روسيا أن تبقي على هذا التنسيق مع تركيا في مقابل أن تغض الطرف عن تدخلها في الأزمة السورية، لكن في حدود حتى لا تؤدي إلى مزيد من تدهور الموقف، وهنا لابد أن نعترف بأن الأطراف المتناحرة في الأراضي السورية تبحث من مصالحها فقط، وبالنظر لتغير بعض المواقف في سوريا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات