38serv
انطلقت أمس الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية في السودان التي تستمر لثلاثة أيام، في جو هادئ في عموم السودان، باستثناء مناوشات في مناطق نائية بولاية جنوب كردوفان (نحو 2000 كم جنوب الخرطوم)، غير أن الإقبالعلى صناديق الاقتراع لم يكن كثيفا صبيحة اليوم الأول حسب ملاحظات أولية، كما غاب مراقبون من مركز كارتر الأمريكي ومن الاتحاد الأوروبي، في حين حضر نحو 190 جهة مراقبة من العالم العربي وإفريقيا بالخصوص.أشار وزير الداخلية السوداني الفريق عصمت عبد الرحمن، على هامش إدلائه بصوته في أحد مراكز الاقتراع بالخرطوم، إلى أن 8 دوائر لم تجر فيها الانتخابات من بين 800 دائرة انتخابية، مؤكدا أن دائرة انتخابية واحدة فقط جرت فيها مناوشات مع المتمردين في قرية بجنوب كردوفان (الولاية الحدودية مع دولة جنوب السودان).وكانت الصحافة السودانية تحدثت عن إخلاء مجموعة متمردة في ولاية جنوب كردفان لمركز انتخابي بإحدى القرى بالولاية، ومنع الناخبين من الاقتراع. أما بخصوص ولايات دارفور في الغرب المضطرب، فقال وزير الداخلية السوداني ”لم تردنا تقارير عن تعكير صفو الانتخابات هناك”.ويتنافس الرئيس السوداني عمر حسن البشير مع 15 مرشحا آخر على رئاسة الجمهورية، من بينهم الوزيرة السابقة في عهد الرئيس السابق جعفر النميري الدكتورة فاطمة بنت المحمود التي سبق لها أن ترشحت في رئاسيات 2010 ولم تحصل سوى على 30 ألف صوت من بين أزيد من 12 مليون صوت معبر عنه.كما يشارك 44 حزبا من نحو 78 حزبا في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية، أغلبها من الأحزاب الصغيرة والمجهرية، باستثناء الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الميرغني الذي سبق أن فاز في انتخابات 1986، رفقة حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي الذي قاطع هذه الانتخابات رفقة حزب المؤتمر الشعبي بقيادة زعيمه الروحي حسن الترابي.وبالنسبة لمجرى الانتخابات، قال المراقب الدولي الرواندي سيم إيرني، نائب مدير معهد البحث والحوار من أجل السلام، لـ ”الخبر” إن ”الانطباعات الأولية أن الانتخابات تجري في هدوء وليس هناك زحمة لدى الناس لدى الدخول والخروج في مراكز الاقتراع، والناس تنتخب في أمن وليس هناك ضغط على الناخبين”، لكنه أبدى ملاحظته بشأن أماكن الاقتراع التي قال إنها ”ليست معزولة تماما، ومع ذلك فهذا لا يقلق الناخبين”، واصفا الظروف التي تجري فيها الانتخابات ”بالمقبولة”.أما الإعلامية السودانية رقية الزاكي، فترى أن هذه الانتخابات تكتسي أهمية باعتبارها أول انتخابات بعد انفصال جنوب السودان، لكنها أشارت إلى أن غياب مركز كارتر ومراقبي الاتحاد الأوروبي شكل تحديا للحكومة التي اتهمت هذا الأخير ”بمحاولة التشكيك في نزاهة الانتخابات”، مضيفة أن هناك 190 جهة دولية تراقب الانتخابات، سواء من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وحتى الصحافة الدولية التي يمكن أن يكون لها دور رقابي.وحضر مندوبون عن صحف وفضائيات ووكالات أنباء عالمية خاصة من روسيا وإندونيسا ومن أوروبا والأردن ودول إفريقية، غير أن الملاحظ غياب الإعلام المصري الذي كان حاضرا بقوة في انتخابات 2010، وكان أكبر وفد إعلامي أجنبي، في حين تقلص عدد الوفد الجزائري من 10 صحافيين إلى 2 فقط.وخلال زيارة ”الخبر” رفقة وفد إعلامي أجنبي لمركز انتخابي في الخرطوم، لاحظنا إقبالا ضعيفا على المركز رغم تأكيد رئيس المركز مسلم محمد أن الإقبال متوسط في اليوم الأول من الاقتراع، وأن نسبته مرتفعة مقارنة بانتخابات 2010 بالنظر إلى الاعتدال المناخي وتنظيم الأمور، متوقعا أن يرتفع الإقبال في المساء وفي اليومين القادمين.غير أننا في خارج المركز الانتخابي التقينا بناشط معارض اعتبر أن الانتخابات ”مزورة” مسبقا، وأن ”سكان الحي مقاطعون للانتخابات”، في حين يرى إعلامي سوداني، تحفظ على ذكر اسمه، أن هناك عزوفا عن الانتخابات، ليس استجابة لدعوات المعارضة السياسية والمسلحة، وإنما ”زهدا في العملية الانتخابية بالكامل”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات