38serv

+ -

 انتقد وزير المجاهدين السابق، محمد شريف عباس، تصريحات سعيد سعدي الأخيرة التي اتهم فيها الرئيسين بن بلة وكافي والزعيم التاريخي مصالي الحاج. وقال عباس إن “سعدي يريد توظيف هذا الموضوع واستعماله للتجنيد إليه”، داعيا لترك “هذه القضايا للباحثين والمؤرخين”.قال شريف عباس، على هامش اختتام دورة المجلس الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي، أمس، إنه يفترض أن “يتكلم في القضايا التاريخية الباحثون والمؤرخون ومن يريدون التحري”. وقال إن سعيد سعدي “يريد توظيف هذا الموضوع واستعماله للتجنيد إليه.. هذه على كل حال رغبته”.وكان سعيد سعدي قد ذكر، في معرض إجابات عن أسئلة تلقاها عقب محاضرة له ببجاية، الأسبوع الماضي، أن مصالي الحاج كان خائنا، وعلي كافي لا يحب القبائل وأحمد بن بلة عميل للمخابرات المصرية.وأبرز عباس أن “مطالبة سعيد سعدي بالعدالة أمر موضوعي ومنطقي”، مشيرا إلى أن “العقيد علي كافي لما كتب مذكراته وذكر فيها أشياء معززة بالوثائق التي كانت لديه، قام سعيد سعدي بالطعن في تلك المعلومات، وذهب الاثنان إلى العدالة التي أخذت مجراها”. وعقب على ذلك بالقول: “الآن إذا كانت وقفة في العدالة فلتكن”.وتابع عباس يقول: “قد يكون سعدي بنى أقواله على معطيات. ولكن القول بالخيانة غير مقبول في حق القادة. لأنه إذا خونّا القادة، فالذين كانوا تحتهم كانوا تابعين لهم”. وقال: “أتمنى من وسائل الإعلام والمؤرخين وممن مازالوا أحياء من قادة الثورة أن يصححوا هذه الخرجات”. وأضاف: “في هذا الوقت بالذات نحن في غنى عن كل هذا الكلام”. وسئل عباس عن أن التاريخ الرسمي نفسه كان يعتبر مصالي الحاج خائنا؟ فأجاب: “كيف نقيس الخيانة؟ مصالي كان يتحدث في وقت كان من يجرؤ على ذكر الجزائر المستقلة يعتبر مجاهدا كبيرا. كيف لا نعترف لمصالي ببعث الروح الوطنية في البداية؟”. وتابع يقول: “إذا كان أخطأ فيما بعد نسجل له مواقف أخرى”، يقصد موقف مصالي بعد اندلاع الثورة التحريرية.وحتى في فترة الثورة، حسب عباس، “أرادت فرنسا أن تتفاوض مع مصالي فقال لها لست المعني اذهبوا لجبهة التحرير. وهذا موقف سليم”. وقال عباس: “مصالي كان في السجن وخرج في الاستقلال. فما هي ظروفه في السجن وأي سلطة كانت له في السجن؟ ربما الذين قاموا بأعمال مشينة نسبوها إلى مصالي دون علمه”.ونفى عباس وجود وصاية للسلطة على التاريخ، إذ قال: “قضيت 14 سنة وزيرا للمجاهدين، ولم أتلق ولا مرة تعليمة من السلطة افعل كذا أو لا تفعل”. وتابع: “قمنا بنشاطات كبيرة وتطرقنا لمواضيع لم يتم التطرق إليها تماما، وهذا بسبب الأريحية المالية التي كنا عليها”.وعاد عباس إلى مطالبة الأقدام السوداء بممتلكاتهم في الجزائر. وقال إنه “يتألم” من ذلك كثيرا. “هل سمعنا يوما أن البواخر التي كانت تمخر عباب البحر جاءت بشيء من التراب الفرنسي. هذا تراب جزائري.. القوانين التي صدرت في العقار معروفة ومن هنا كانت البداية”. ويوضح عباس فكرته قائلا: “قانون الأملاك الشاغرة الذي طبقته الجزائر هو معاملة بالمثل لقانون وضعته فرنسا في 1830، للاستيلاء على أملاك الجزائيين الذين هربتهم من أملاكهم ظروف الاحتلال والقهر”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: