الأمم المتحدة ومجلس الأمن خيّبا آمال الصحراويين

38serv

+ -

قالت المناضلة الصحراوية ورئيسة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، أميناتو حيدر، إن الوضع متشنج جدا في العيون المحتلة، رغم تواجد البعثة الأممية عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان. وأكدت في حوار مع ”الخبر”، أن الرسالة وصلت المفوضية عما حدث من قمع مغربي للمظاهرة السلمية، لتدرك بأن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة.قمعت، أول أمس، القوات المغربية الصحراويين المتظاهرين سلميا في العيون المحتلة، رغم وجود بعثة عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان هناك، فما الذي يعنيه ذلك؟ قررت البعثة الأممية عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان، زيارة المناطق المحتلة والمخيمات الصحراوية لتقصي الحقائق، حسبها، وما يحدث من تجاوزات في حق الشعب الصحراوي، وفي اليوم الأول من تواجدها وبعد 3 أو 4 لقاءات، وبينما كنت متواجدة في بيتي رفقة محاميين وأعضاء تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (الكوديسا) وأعضاء البعثة الأممية، من أجل عقد إقامة، انطلقت مظاهرات سلمية متفرقة في العيون، إلا أنها جوبهت بالقوة والعنف، وحدثت تجاوزات في تحدّ خطير من القوات المغربية العارفة بتواجد البعثة، ووصلوا قرب منزلي أين كان فردان من البعثة يوثّقان وبالدليل الملموس تلك التجاوزات، وشرعت قوات الاحتلال برش المتظاهرين بخراطيم الماء الساخن، ورشقهم بالحجارة وكسرت إحداها زجاجة نافذة بيتي، فأصيبت ليلى دمبر بجرح غائر على مستوى الجبهة، كما حطّمت سيارة بعثة ”المينورسو”، وبقينا محاصرين في المنزل إلى غاية الساعة العاشرة ليلا، علما أن المظاهرات انطلقت على الساعة السادسة مساء، ووصل أعضاء البعثة عندي ساعة بعدها، وبعد نصف ساعة انطلق القمع ومداهمة المنازل، ولم ينته الأمر حتى الثانية والنصف فجرا.قلت إنكم بقيتم محاصرين في المنزل، كيف تم فك الحصار؟ أعضاء البعثة الذين كانوا متواجدين معي اتصلوا بجنيف ونيويورك، وأتى أمن المينورسو وأمّن خروجهم.الوضع متشنج جدا رغم تواجد البعثة الأممية عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان، خاصة بعد التقرير الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن، والذي تراجع فيه عن طلبه في التقرير الماضي، واكتفى بالتطرق إلى البحث عن آلية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.أفهم أن تقريره ساهم في فتح الباب أمام المخزن للمضي قدما في انتهاكاته؟ أعزيه إلى عدم مبالاة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، اللذان خيبا آمال كل الصحراويين، والمشادات الحاصلة تبرر 40 سنة من اللامبالاة وعدم الاهتمام والاإحترام لحقوق الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والرسالة بلغت المفوضية السامية لحقوق الإنسان لتدرك بأن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، فالنظام المغربي لا يعير الجميع أي اهتمام وهو ماض بإصرار في انتهاكاته ومصادراته لحق التظاهر السلمي، والحق في الرأي وفي التعبير.علمنا باحتجاز ثلاث ناشطات نرويجيات أثناء قمع المظاهرة؟ حسب أحد أعضاء الكوديسا، الناشطات النرويجيات كن في مقهى جالسات لمراقبة المظاهرة، إلا أنهن أخرجن بالقوة من هناك، والأمر ليس بجديد على المخزن، فقد سجلنا من قبل طرد أكثر من 70 مراقبا دوليا ما بين 2014 والثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية، ومن مختلف الجنسيات، منها الاسبانية والسودانية والبرتغالية والكندية والسويدية والأمريكية والكندية والتونسية وغيرها.كما تم تسجيل ضحايا من الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.. أجل كالعادة، وقد وثّقنا منذ السنة الماضية إلى غاية الشهر الفارط أزيد من 740 ضحية في المدن المحتلة سنة 2014 من شيوخ ونساء وأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة ومدونين ومدافعين صحراويين عن حقوق الإنسان، و123 ضحية الثلاثة أشهر الماضية. وفيما يتعلق بالمظاهرات التي تم قمعها وصلت إلى 177 مظاهرة سلمية العام الماضي، 80 منها في العيون، و66 مظاهرة من جانفي إلى مارس 2015، منها 34 في العيون.ما الذي يخافه المغرب لدى أميناتو حيدر؟ ربما هو وجه أميناتو الذي ينقل واقعا يعيشه كل الصحراويين، وهو وجه ذو إشعاع دولي، ربما يخاف دفاعها المستميت عن القضية وعدم خضوعها للمساومات والاختطاف والاعتقال والترهيب والتعذيب والطرد من العمل، كون وجه أميناتو أصبح مرآة تعكس واقع شعب تحت الاحتلال المغربي.ألا زالت أميناتو على موقفها الرافض للتدخل العسكري رغم طول الانتظار دون نتيجة؟ كمدافعة عن حقوق الانسان، أفضل الحل السلمي الذي يكفل للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير والحصول على الاستقلال، والقرار النهائي بيد البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، لا أتمنى الكفاح المسلح أو المقاومة بالعنف تفاديا لوقوع المنطقة في ويلات حرب متعفنة، إلا أني أتوقع تفجر الأوضاع خصوصا لدى الشباب الصحراوي. يجب احترام الحقوق الأساسية للصحراويين المتواجدين تحت الاحتلال والإدارة المغربية، كيف يكون هناك حديث عن مفاوضات، والحقوق الدنيا للصحراويين تنتهك بشكل يومي على مرآى بعثة ”المينورسو”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات