العنف يسيء لصورة الجزائر أمام ضيوفها

 كأن الخلاف، الذي كان قائما بين الوزير السابق للشباب والرياضة، الهادي ولد علي، مع رئيس اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية، مصطفى بيراف، لم يكف للإساءة إلى صورة الجزائر قاريا، حتى أضيفت أحداث الشغب الصادمة الأخيرة، إلى رصيد الجزائر، وهي تستعد لاستقبال ضيوفها للمشاركة في الألعاب الإفريقية للشباب، شهر جويلية القادم. لم تكن الجزائر بحاجة إلى كبوة جديدة لتضاف إلى مسلسل العنف، الذي بدا أنه هزم كل المسؤولين المتعاقبين على رئاسة الفاف، لتفسد عليها تحضيراتها لتنظيم الألعاب الإفريقية للشباب، خاصة وأن هذه الألعاب، التي ستكلف الجزائر أموالا طائلة، في عز التقشف، تحظى بسمعة كبيرة، ليس فقط من الناحية الرياضية، بما أنها ستكون مؤهلة إلى الألعاب الأولمبية القادمة، بل أيضا من الناحية السياسية، بما أن العرس القاري يجمع شباب البلدان الإفريقية، التي ستحضر إلى الجزائر ليس للمشاركة في المنافسات الرياضية، فحسب، وإنما أيضا لاكتشاف الجزائر، من زوايا أخرى، بما أنه تمت برمجة نشاطات ثقافية وفنية وسياحية، في وقت يمثل الموعد القاري مناسبة هامة للجزائر لتوطيد علاقاتها مع بلدان القارة السمراء تحسبا لمواجهة التحديات المشتركة.

ورغم أن الجزائر تتمتع بخبرة كبيرة في استقبال أكبر المواعيد الدولية، إلا أنه ليس مستبعدا أن تعبر البلدان المشاركة في الألعاب القادمة عن حاجتها إلى طلب تعزيز الإجراءات الأمنية حول أماكن ومواقع تنظيم المنافسات وإقامة رياضييها، ما يكلف السلطات الجزائرية، حتما، جهدا إضافيا كانت في غنى عنه، بعد إطلاع البلدان المشاركة على تقارير من مختلف القنوات، تناولت بإسهاب فضائح العنف الذي كان ملعبا قسنطينة ووهران مسرحا له.