وهران عاصمة التراث المادي واللامادي

عاشت ساحة الكاهنة أمام مبنى كاتدرائية وهران صبيحة أمس، أجواء احتفالية وأهازيج فلكلورية وطلقات البارود، بمناسبة انطلاق فعاليات شهر التراث، بالإضافة إلى نشاطات أخرى، كمعارض لمختلف مشاريع الترميم، محاضرات وقراءة عامة للكتب بحديقة بن باديس ”برومناد دو لايتون” بسيدي الهواري.واختلفت أساليب إحياء شهر التراث بولاية وهران في هذه السنة من طرف جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية، لكنها ساهمت في مجملها في إحياء النقاش حول التراث المادي واللامادي لمدينة الباهية، وجعله وسط اهتمامات المواطنين والسلطات العمومية على حد سواء. وتحولت ساحة الكاهنة ومقر مديرية الثقافة بوهران إلى ما يشبه ساحة ”جامع الفنا” بمراكش، من خلال عروض الفرق الفلكلورية والقرقابو التي جابت شوارع المدينة انطلاقا من حي سيدي الهواري ووصولا إلى مقر المديرية، وهي الأغاني التي تجاوب معها الجمهور الحاضر بالرقص والأهازيج التقليدية المعروفة.كما احتضنت ساحة المديرية معرضا لمختلف مشاريع ترميم المعالم الأثرية، من تقديم ديوان استغلال وتسيير الممتلكات الثقافية المحمية الذي حضر برنامجا ثريا بالمناسبة، يتضمن عدة نشاطات ثقافية للتعريف بالمعالم الأثرية لمدينة وهران، ومحاضرات من طرف مختصين، على غرار عبد الوهاب زكاغ مسؤول ديوان الممتلكات، حول مقارنة بين مشاريع ترميم قصبة الجزائر والقطاع المحمي لسيدي الهواري. وتضمن المعرض كذلك ملصقات لدراسة حول مسار ثقافي بحديقة بن باديس من إنجاز مكتب الدراسات فلوحي فايز، وهي الدراسة المجمدة على مستوى مديرية الثقافة لحد الساعة، والمكتب ينتظر اجتماع اللجنة المختصة لعرض نتائج الدراسة والمقترحات قبل الشروع في المرحلة الثالثة، من أجل الشروع في عملية ترميم الحديقة لإنقاذها من الإهمال والاهتراء.وفي سياق ذي صلة، نظمت جمعيات ”الأفق الجميل”، ”فرض”، ”القارئ الصغير” و ”مكتبة صوفيا”، تظاهرة تمثلت في مطالعة وقراءة عمومية لكتب آسيا جبار ومالك علولة بحديقة بن باديس ”برومناد دو لايتون سابقا”، مرفوقة بنزهة طبيعية بين أحضان هذه الحديقة، مصحوبة بشروح ومعلومات يقدمها سمير سلامة، المختص في التهيئة الطبيعية والبستنة، حول فصيلة الأشجار والنباتات المتواجدة بهذه الحديقة التي انطلقت أشغالها منذ 1836 على أنقاض حديقة موجودة منذ فترة قدوم الوافدين من الأندلس وعهد التواجد العثماني في وهران.