الغضب في باريس والصمت في العالم الإسلامي!

38serv

+ -

وقّع أكثر من 200 ناشط فرنسي على بيان مضاد لبيان “معاداة السامية الجديدة”، الذي طالب، في وقت سابق، بحذف الآيات “المعادية لليهود” من القرآن الكريم، ودعا البيان إلى محاربة “كل أشكال العنصرية مهما كانت”، وبالموازاة لم يشهد العالمان العربي والإسلامي أي ردة فعل رسمية أو غير رسمية على العريضة الأولى، ما أثار استغراب الكثير من المتابعين.مازالت العريضة التي أمضتها 300 شخصية فرنسية تطالب فيها المسلمين بحذف الآيات القرآنية “المعادية لليهود”، تسيل الكثير من الحبر وتثير الكثير من ردود الفعل، في فرنسا، مقابل الصمت الذي قوبلت به من طرف العرب والمسلمين، فقد أمضى ما لا يقل عن 200 ناشط فرنسي بيانا مضادا، حذروا فيه من خطورة ما ورد في العريضة.واعتبر الموقّعون على البيان أن عريضة “معاداة السامية الجديدة”، التي كان من بين الموقّعين عليها الروائي الجزائري بوعلام صنصال، إلى جانب الفيلسوف بيرنارد هنري ليفي، والرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، وزوجته كارلا بروني، والوزير الأول سابقا، مانويل فالس، والممثل جيرارد ديبارديو، “من شأنها تأجيج العنصرية وأن تذهب في غير الاتجاه الذي يسعى إليه موقّعوها”.وأدان البيان الذي حمل عنوان: “محاربة العنصرية ومعاداة السامية والإسلاموفوبيا”، والذي نشر أمس في صحيفة “ميديا بارت” الإلكترونية: “معاداة السامية أو أي عمل أو اعتداء إجرامي”، قبل أن يحذر: “إن الصمت اليوم والتهوين من العدوان الموجه ضد السامية يفتح الباب غدا أمام أسوأ الأعمال الدرامية التي عرفها التاريخ القديم أو الحديث، سواء الإبادة الجماعية لليهود التي ارتكبتها النازية، أو الإبادة الجماعية للأرمن والتطهير العرقي في البوسنة أو الإبادة الجماعية الحالية في الروهينغا”. وأضاف البيان المضاد، الذي جاء بمبادرة كل من كاتب السيناريو والناقد الفني، آلان وفيليب سيرولنيك: “إننا ندين ونكافح ضد معاداة السامية وأي عمل أو اعتداء إجرامي على هذا النحو (...) إن العنف الحالي المعادي للسامية، مهما كان لا يطاق. إننا نرفض الخلط بين الأعمال الإجرامية الشنيعة أو الوهمية للبعض، والخطط العنصرية والمعادية للسامية بشكل علني لعمليات الإعدام أو المجازر التي يرتكبها الآخرون”، وذكر البيان أن: “أول ضحايا “داعش”، وأتباعه هم أولا سكان الدول العربية أو الإفريقية والمسلمين”.وحمل البيان توقيع العديد من الشخصيات السياسية والفنية والثقافية والإعلامية المعروفة، كما هو الشأن بالنسبة للمرشحين السابقين للرئاسيات الفرنسية ومناضلي اليسار الفرنسي المتطرف فيليب بوتو وأوليفيي بيزوسنون، والرحالة بيار جوس، والفيلسوف ميشال أونغو، والوجه التلفزيوني باتريك سيباستيان، والناشر فرانسوا جيز، بالإضافة إلى أسماء مغاربية وفرنسية وأخرى يهودية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات