38serv
تأسف العضو في البرلمان الإيطالي عن الحزب الديمقراطي الحاكم والعضو في المجموعة البرلمانية الأورو متوسطية المغربي خالد شوقي، للفوضى العارمة الحاصلة في ليبيا، والتي جعلت بعض المجموعات هناك تستغل اللاجئين الأفارقة الهاربين من الأزمات في بلدانهم لتنفيذ عمليات إرهابية، ومشيرا ضمنيا في حوار مع “الخبر”، إلى تواطؤ تلك الجماعات الإرهابية مع مسؤولين عن مراقبة الحدود، يدفع ثمنه المهاجرون.وجهت العديد من التقارير الإعلامية أصابع الاتهام لقوات فجر ليبيا بأنها همزة وصل بين المهاجرين غير الشرعيين والسواحل الإيطالية، بصفتها المسيطرة على الغرب الليبي، وذلك بعد كارثة غرق قارب به حوالي 700 شخص، وصفت بالأسوأ على الإطلاق، فما هي قراءتك؟ نحن نقول إن الوضع في ليبيا تسوده للأسف فوضى عارمة حسب التقارير الأمنية الإيطالية والأوروبية عموما، وهناك مجموعات إجرامية تستغل معاناة اللاجئين الأفارقة من أجل تمويل عملياتهم الإرهابية، لا نستطيع الآن اتهام طرف محدد، لكن الأكيد أن ما يحدث هو مسؤولية القيادات الليبية جميعا، فمن واجبها ضمان أمان اللاجئين ومحاربة المجموعات الإجرامية التي تتغذى من وراء استغلالهم، ما يؤدي بالمئات والآلاف من الأرواح إلى الهلاك.وعليه فإن المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والقيادات الليبية مسؤولة عن كل تلك الأرواح، والقيادات الليبية مطالبة اليوم بإثبات إن كانت تستطيع تحمل مسؤوليتها ومدى شرعيتها، من خلال حماية اللاجئين الأفارقة من الهلاك.كيف يكون تحمل المسؤولية من قبل المجتمع الدولي والأوروبي؟الأولوية ليست فقط في مراقبة الحدود، بل في إنقاذ أرواح الناس من رجال ونساء وأطفال، هؤلاء الذين من حقهم المشروع البحث عن مسكن يؤويهم نظرا للأوضاع التي يعانون منها في بلدانهم مثلما يحدث في تشاد والسودان، إلى جانب تقديم الدعم للدول التي تعاني من الأزمات على غرار تونس والشرق الأوسط.المشكل سياسي في ليبيا، ونتمنى أن تتكاتف الجهود لإيجاد حل وطني توافقي هناك، حتى نفتح المجال لتعاون دولي مع مجموعة شرعية وليس مجموعات متناحرة فيما بينها، وذلك للتخفيف من حدة الظاهرة والقضاء عليها، فهي تأتي على أرواح الكثيرين.اليوم بصفتي عضوا في الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية، أقول وأناشد الأطراف الليبية، إن أرادوا أن يثبتوا للعالم أن بإمكانهم السيطرة والعمل على استتباب الأمن، أن يقوموا بمحاربة الجهات التي تستغل أموال المهاجرين غير الشرعيين الذين يرمون بالمئات من الأبرياء إلى الموت، وأن يبرهنوا عملهم الجدي لمحاربتهم. لا نتمنى إلا شيئا من العمل الجدي، الأولوية ليست لأوروبا وإنما للقيادات السياسية العربية والإفريقية والليبية.لكن من المستفيد من مداخيل الهجرة غير الشرعية للأفارقة من الحدود الليبية؟الحديث هنا عن ملايين الدولارات، فأقل مبلغ على المهاجر دفعه لمغادرة الحدود الليبية هو 1000 دولار، وقد أضحى الأمر “بيزنس” وفرصة لشبكات ومجموعات تستغل الأزمات ورحلات اللاجئين الأفارقة نحو أوروبا لتمويل عملياتها الإرهابية، كما تستغلها لإغراء بعض المسؤولين عن مراقبة الحدود، وحتى الآن لم نر للأسف أي جهد جدي لمحاربة هؤلاء، هي ليست شبكات موجودة على جانب الطريق، وإنما بها شخصيات ومسؤولون كبار لهم أهدافهم الإرهابية. ونحن مهمتنا تعريف المجتمعات المدنية حتى في العالم العربي أنه لا مجال للمغامرة من خلال رحلات الموت للتوجه إلى أوروبا، فالفرص أكثر في الدول النامية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات