38serv
تفرق عقد أحزاب التيار الإسلامي في الجزائر بين مساند للعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كما أعلنت عنه حركة الإصلاح، وبين منتقد ومعارض لها كما هو شأن حركة "حمس" وجبهة العدالة والتنمية، في انتظار فرز بقية مواقف الأحزاب الإسلامية الأخرى، ما يعكس ليس حالة التيه وسط أحزاب هذا التيار ولكن أيضا غياب رؤية واضحة لدى قيادات هذه الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي.
خرجت حركة الإصلاح مبكرا للتغريد خارج سرب أحزاب التيار الإسلامي، من خلال دعمها للعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهي بذلك أغلقت الباب أمام أي مبادرة وحدوية لأحزاب هذا التيار قد تدخل بها معترك رئاسيات أفريل المقبل، وفي ذلك مؤشر على أن الإصلاح مقتنعة بأنه لا يوجد شيء يطبخ وسط ما يسمى أحزاب التيار الإسلامي وبالتالي أذنت في الناس بأنها تساند العهدة الخامسة للرئيس، ربما للتفاوض من موقع قوة باعتبارها السباقة ليس فقط لدعم استمرار بوتفليقة في الحكم من خارج أحزاب الموالاة، ولكن أيضا لأنها أعلنت مساندتها المسبقة مع ما لذلك من خطر في حال رفض الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة أخرى، وهو احتمال قائم إلى أن يثبت العكس. ويطرح موقف حركة الإصلاح سؤالا جوهريا، هل مساندة حركة فيلاني غويني لعهدة خامسة تعني أن الرئيس أو محيطه القريب أعطاها الضوء الأخضر بذلك؟ أم أن الحركة بوضعها الحالي ليس لديها ما تخسره من وراء هذا الرهان طالما أنها لم تحقق أي مكاسب سابقا من وراء تحالفها مع أحزاب التيار الإسلامي، حيث فشلت كل محاولات الوحدة ولمّ الشمل مع إخوتها من الرضاعة؟ وبررت الحركة خيارها باعتبار أن "الرئيس بوتفليقة الأقدر على تعزيز مقتضيات المصالحة الوطنية في البلاد، والأجدر باستكمال مسيرة التنمية الشاملة، والأحرص على مستقبل الجزائر والجزائريين"، وهي بذلك تدير ظهرها كليا لمبادرة حركة "حمس" التي دعت إلى "التوافق الوطني" للخروج من الأزمة. لكن بالنسبة لزعيم جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، "المطبلون للعهدة الخامسة هم المستفيدون من الوضع الحالي والراضون باستمرارية الفساد والاستبداد والمريدون لتعفين الوضع في البلاد".
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات