38serv
أفادت مصادر دبلوماسية بأن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيزور الجزائر قريبا لبحث العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية تهم البلدين، في مقدمتها الأمن والاستقرار في الحوض المتوسط والساحل الصحراوي.تأتي الزيارة في ظرف داخلي يتميز بتجاذبات بين المعارضة والموالاة على خلفية الانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل القادم، وفي ظل احتدام التنافس بين فرنسا والولايات المتحدة لتصدر الأحداث في المنطقة، من خلال فرض حلول تتعارض مع المصالح الروسية، ومع حراك دبلوماسي شمل عدة عواصم أوروبية أهمها باريس.وإضافة إلى الأزمة الليبية وسعي واشنطن مدعومة بإيطاليا لتثبيت أقدامهما على أراضيها وإحكام القبضة على مصادر الطاقة والنفط في ليبيا، تستأثر الملفات الثنائية بحظ وافر من محادثات مساهل ولافروف. ومعلوم أن الجزائر شرعت في ترميم علاقاتها مع روسيا خلال السنوات الأخيرة للتخفيف من الضغط الممارس عليها من عواصم غربية وجوار إقليمي يتميز بالاحتقان جراء مواقف الدبلوماسية الجزائرية من قضايا عربية لا تحظى بالإجماع داخل بيت الجامعة العربية، مثل الأزمة في سوريا.ويقول دبلوماسيون إن “حرص” الجزائر على علاقات دافئة مع موسكو بدأ تنشيطها بزيارة الوزير الأول الأسبق، عبد المالك سلال، على رأس وفد اقتصادي للتفاوض على الأمن الطاقوي مع أحد أكبر منتجي النفط (خارج أوبك) والاستفادة من الخبرة الروسية في مجال الاستثمار في مناجم الفوسفات.ويريد الروس مقابل إعادة الجزائر إلى حظيرة حلفائها الذين أداروا ظهرهم لها بعد بدء انهيار الاتحاد السوفياتي، مطلع التسعينات، تنمية صادراتها من مختلف السلع التي كانت تأتي أغلبيتها من الصين أولا ثم فرنسا التي تشن حملة ضد الجزائر بسبب انفتاحها المبالغ فيه لجهة الصين، كما يريدون دعما دبلوماسيا متواصلا من الجزائر في الملفين الليبي والسوري، بل والانخراط في معسكر الشرق الجديد الذي يسعى الرئيس فلاديمير بوتين لتكريسه.ومن الملفات التي لا ترغب السلطات الجزائرية في اقتطاع موافقة روسية عليها مسألة المساعدة التقنية والتكنولوجية في استغلال الغاز الصخري الذي سيكون بمثابة المنقذ، بعد اشتمام عزوف أمريكي وابتزاز فرنسي لا نظير له. ويعترف هؤلاء الدبلوماسيون بأن التقارب مع روسيا لا يروق لفرنسا ويزعج الولايات المتحدة، مخافة حصول الجزائر على ما تريده من موسكو في مجال تكنولوجيات الطاقات المتجددة للاحتفاظ بريادتها في السوق الطاقوي في الأسواق المتوسطية. لكن نجاح الجزائر في نيل ثقة الروس يتطلب دفع ثمن باهظ لا تقل قيمته عن “كبح أطماع اللوبي الفرنسي” الذي عمل خلال السنوات الأخيرة على “طرد منافسيه من كل الصفقات الصناعية والتجارية في السلع الاستراتيجية وأهمها الدواء والحبوب، وهو ما يتجلى من خلال تصريحات المسؤولين الجزائريين خلال لقاءاتهم مع نظرائهم الروس باستعداد الجزائر لتعزيز الشراكة الاقتصادية”. يشار إلى أن الدفء عاد إلى العلاقات بين البلدين بعد عام 2000، عندما بدأت الشركات الروسية تدريجيا العودة إلى السوق الجزائري.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات