عودة الاضطرابات الأمنية على حدود الجزائر مع مالي

+ -

  تتجه الأوضاع في شمال مالي نحو انزلاق أمني جديد، بفعل الهجمات المتعاقبة على جنود قوات حفظ السلام من جهة، وعودة التوتر بين الجماعات الأزوادية المسلحة المشاركة في المفاوضات الجارية حول السلام في مالي، التي ترعاها الجزائر من جهة أخرى.وأفادت وكالة “صحراء ميديا” الإخبارية بأن 7 جنود سينغاليين من قوات حفظ السلام الأممية المنتشرة في شمال مالي، أصيبوا بجروح في انفجار لغم، أمس الأول، بمدينة كيدال الحدودية مع الجزائر. وحسب مصدر عسكري متحدثا للوكالة، فإن “اللغم زرع أمام قافلة عسكرية أممية تمر بجوار مطار كيدال”.وصرح القيادي في المجلس الأعلى لوحدة أزواد، الشيخ أغ أوسا، للوكالة الإخبارية نفسها، أن “النظام الحاكم في باماكو مطالب بالتفكير بشكل إيجابي في قضية إقليم أزواد بشمال مالي”، داعيا الرئيس المالي، إبراهيما بوبكر كيتا، إلى “التفكير في مشاكل مالي، وأبرز تلك المشاكل قضية أزواد”.وقال القيادي الأزوادي، بصفته القائد العام لقوات المجلس الأعلى، إن “تفاقم مشكلة أزواد يعود إلى التجاهل الذي تمارسه الأنظمة المتعاقبة في باماكو منذ أزيد من خمسين عاما، ونحذر الرئيس المالي من مواصلة هذا التجاهل”، مشددا على “أهمية إيجاد حل نهائي لمشكلة أزواد، فالحرب لن تأتي بالحل المناسب للأزمة في أزواد”.وذكر المتحدث أن “الأزواديين مدعوون للاتحاد والالتحام والتكاتف فيما بينهم لمواجهة التحديات، وعلى الجميع التحلي بالحكمة من أجل تجاوز زمن الفتن”. علما أن “منطقة شمال مالي شهدت، في الآونة الأخيرة، تصاعدا في العمليات المسلحة، فيما شنت تنظيمات مسلحة هجمات على مدن مالية وسط البلاد، في تطور أمني لافت”، حسب “صحراء ميديا”.ولم يظهر صوت للجزائر إزاء التطورات الأمنية الخطيرة على حدودها الجنوبية، رغم أنها تترأس مجموعة الوساطة الدولية وترعى كل اجتماعات مفاوضات السلام على أراضيها، ولم تعلن وزارة الخارجية، لحد الآن، عن سبب تأخر انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات التي كانت مبرمجة خلال الأسبوع الأول من جانفي الجاري، وفقا لتصريح سابق لوزير الخارجية، رمطان لعمامرة.وعلى ضوء هذه التطورات الأمنية اللافتة، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في مالي عن “قلقها إزاء تجدد أعمال العنف في شمال البلاد، حيث عرفت في الأيام الأخيرة سلسلة من الهجمات واحتجاز الرهائن، والاشتباكات بين الجماعات المسلحة”، وذلك في أعقاب هجوم على موكب رئيس بلدية “أديرانبوكان” قرب مدينة “ميناكا” (منطقة غاو)، مسفرا عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين، فيما أدانت البعثة الأممية “جميع انتهاكات وقف إطلاق النار وحقوق الإنسان، وقالت إنه ستتم محاسبة الجناة على أفعالهم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: