38serv
خضع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أخيرا، إلى فكرة تنظيم مرحلة انتقالية تُرتّب خروجه من الحكم، وذلك تحت ضغط الحراك الشعبي غير المسبوق الرافض للعهدة الخامسة. لكن هذه الخطوة "الجريئة" في ظاهرها، تبدو في الواقع مُتجاوزة لأنها جاءت في الوقت بدل الضائع، بعد ما أبداه الجزائريون من تصميم ضد استمرار الرئيس تحت أي ظرف.
لأول مرة منذ وصوله للحكم، بدا الرئيس بوتفليقة في حالة ضعف سياسي شديد، مثلما أظهرته الكلمات المنتقاة بعناية شديدة في الرسالة الموجهة باسمه بعد إيداع ترشحه بالوكالة، إذ ليس من عادته أن يتحدث بنبرة الاستعطاف التي بدا أنها سابقة في تاريخ تعامله مع الجزائريين، تماما مثلما بدا غريبا ابتعاده عن أسلوب التخويف والحديث عن تربص الخارج بالجزائر، حتى أنه عمد في النهاية إلى توجيه التحية إلى "حضارية" الحراك السلمي رغم أنه خرج يمنعه من الترشح للرئاسيات، وهو ما يعني، كما يُسرّ بذلك أنصاره، استيعاب حقيقة وجود رفض شعبي لاستمراره في الحكم، ما أدى به إلى هذه الاعترافات التي تدين فترة حكمه ثم أعقبها بالتنازلات التي تطعن كبرياءه كرئيس اجتهد في أن لا يكون 3 أرباع رئيس لما وصل إلى الحكم، وهو اليوم يطلب فقط السماح له بتنظيم "نهايته السياسية" بنفسه بعد أن أدرك أن استمراره لعهدة خامسة كاملة يعد أمرا مستحيلا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات