38serv
لم تفلح الرسائل المنسوبة لرئاسة الجمهورية في "مراوغة" الشارع الذي يزيد تصميما على تحقيق مطالبه ورفع سقفها من رسالة لأخرى، فلا إلغاء العهدة الخامسة ولا تأجيل الانتخابات ولا تغيير الحكومة ولا الندوة الوطنية وتعديل الدستور التي قدمت كطعم، قد وجدت من يحملها أو يتبناها في حراك الشارع، لقد فقدت السلطة زمام المبادرة ولم تعد تلقى سوى اللاءات تلو اللاءات وحتى من أقرب الناس إليها.
لم تصدر أي رسالة باسم رئاسة الجمهورية إلا وردّ عليها الشعب بمسيرات الرفض وفي حينها، مما يعني أن السلطة لا تتخبط فحسب فيما تريد تحقيقه وتفقد مع كل يوم يمر ركيزة من الركائز التي كانت تسند بها حكمها، بل لم تعد السلطة بوجوهها الحالية، جزء من العملية السياسية في نظر الشارع بعدما رفضت المسيرات الشعبية القديم منها والجديد. فحتى التضحية بالوزير الأول أحمد أويحيى وتعويضه بوزير الداخلية نور الدين بدوي ونائبه رمطان لعمامرة، التي كان يراد بها إرسال رسائل طمأنة للشارع، وجدت نفسها مثل "الكارت المحروق" وفي زمن قياسي لم يسبق حدوثه من قبل مع كل الحكومات المتعاقبة، حيث كانت تمهل الحكومة آليا فترة 100 يوم هدنة، قبل أن تبدأ الانتقادات ضدها. الحاصل اليوم أن حكومة بدوي تواجه الرفض والسخط حتى قبل ولادتها، فكيف سيكون الأمر بعد معرفة الوجوه والأسماء المشكلة لها، مما يؤشّر أن السلطة فقدت كليا الشرعية الشعبية ولم يعد يتعامل معها حتى من باب الأمر واقع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات