38serv
دفـن الحراك الشعـبي رغبة مفترضة لدى أحمد أويحيى بأن يصبح رئيسا للجمهورية، فهذه الرغـبة التي لم يكن يخفيها أويحيى في الخفاء، وكان يرهنها بوجود بوتفليقة في الحكم، فيقول: ”لا أدخل انتخابات يترشح فيها بوتفليقة”. فالحقيقة التي نفاها التجمع الوطني الديمقراطي على لسان ”سي أحمد”، أن ”خدام الدولة” فعلا كان يريد الترشح ما دام بوتفليقة لا يعترض طريقه، قبل أن يفنّدها في بيان رسمي أمس.وأفاد الأرندي في بيان التكذيب، أن ”أسرة التجمع الوطني الديمقراطي تفاجأت بالإشاعة التي روّجت لها القناة التلفزيونية ”الجزائرية 1” بزعمها تحضير أحمد أويحيى رفقة أعضاء قياديين في الحزب لإعلان ترشحه للرئاسيات المقبلة”. وأوضح البيان: ”وردا على هذه الإشاعة المُغرضة، يوضح التجمع الوطني الديمقراطي، أن قيادة وإطارات ومنتخبي ومناضلي هذه العائلة السياسية منشغلون حاليا وأساسا، بمستجدات الأوضاع الوطنية، لاسيما خروج البلاد من أزمتها الراهنة من خلال الاستجابة لتطلعات الشعب في إطار الدستور”.وفي ملاحظات على بيان الأرندي، لأول مرة، يرد أويحيى على المروّجين لفكرة ترشحه للرئاسيات بأنها ”إشاعة مغرضة”، فالرجل كان طامعا وطامحا بكرسي المرادية، بل وهو وزير أول كان لا يخفي هذه ”الرغبة” عندما يخرج للإعلام بصفته الحزبية، وإنما كان يتفاعل معها من باب الولاء والوفاء لبوتفليقة، وما دام هذا الأخير (لما كان رئيسا للجزائر) يدخل الانتخابات الرئاسية فلا محل فيها لأويحيى.في جوان 2018، كان أويحيى حازما في مسألة ترشحه لرئاسيات 18 أفريل 2019 التي ألغاها بوتفليقة، وعبّر عن إرادته هذه في دورة المجلس الوطني لحزبه الأرندي في هذا التاريخ في جلسة مغلقة (كشفت ”الخبر” ما دار فيها)، فكانت الرئاسيات نقطة فتحها مع أعضاء المجلس، ليس بمبادرة منه، ولكن إجابة لسؤال وجّه له من طرف عضو في المجلس، فكشف له عن إصراره بالترشح مثلما أكده من قبل في تجمع له بولاية سطيف بتاريخ 5 نوفمبر 2017، وكرره في 20 جانفي 2018 بمقر الحزب في العاصمة.وخاطب أويحيى صاحب السؤال: ”لا يُمكنني فعل أي شيء بخصوص الترشح للرئاسيات ما دام الرئيس بوتفليقة لم يقرر التقدم لولاية رئاسية جديدة، فقد قلتها وأعيدها لن أكون أبدا منافسا للرئيس، أما حاليا (يعني فترة تولي بوتفليقة الحكم) فقد اخترت واختار الأرندي استمرارية الرئيس في الحكم، ونسعى من أجل أن يقبل دعواتنا للترشح لعهدة خامسة”.تكذيب أويحيى ترشحه للرئاسيات التي يصفها بـ”الإشاعة المغرضة”، لم تكن خيارا طوعيا منه، بل خيار شعب رفضه بالطول والعرض، رغم محاولات أويحيى، ولا يزال، في تبييض صورته، التي تكفّل بها الناطق الرسمي السابق للحزب، صديق شهاب، قبل أن يعزله أويحيى من كافة هياكل الحزب على خلفية ”الطلاق البائن” بين الرجلين، كردة فعل منه على شهاب الذي عزله من عضوية المجلس الولائي للأرندي للعاصمة. ملاحظة أخرى في بيان تكذيب أويحيى ترشحه للرئاسيات، التي كتب فيها أن حزبه ”منشغل بالأزمة الراهنة من خلال الاستجابة لتطلعات الشعب في إطار الدستور”، وتعني عبارة في ”إطار الدستور” أنه يؤيد تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة، مثلما تفعل مؤسسة الجيش. لكن أويحيى الذي يتحدث عن ”احترام الدستور” لن ينسى له الجزائريون موقفه من أزمة البرلمان التي أطاحت بالسعيد بوحجة منه، بغلق نواب الموالاة بوابة مقر المجلس الشعبي الوطني بالسلاسل والأقفال.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات