الإسلاموفوبيا والعنصرية والتهميش وراء التطرف الديني في فرنسا

+ -

 قال الكاتب الجزائري محمد زروقي، صاحب كتاب “آباؤنا الأعداء” المدون باللغة الفرنسية، في حديث خص به “الخبر” زوال أمس بباريس، ردا على سؤال “لماذا استهدفت فرنسا بالذات في الوقت الراهن من بين كل الدول الأوروبية الأخرى؟”. وقد استهل إجابته بإدانته الشديدة لهذه الاعتداءات المسلحة التي خلفت 17 ضحية في ظرف 72 ساعة، مشيرا إلى الدوافع الأساسية التي تدفع بهؤلاء الشباب المولودين بفرنسا، والذين يجهلون تماما العقيدة الإسلامية السمحاء ولا يعرفون حتى قراءة القرآن، ما يؤدي بهم إلى أن يسلكوا طريق العنف والتطرف، حيث أرجع ذلك إلى تنامي الكراهية ضد الإسلام والمسلمين والعرب في فرنسا، وتصاعد حدة العنصرية، إضافة إلى التهميش الاجتماعي في حقهم، من خلال المعاملة السيئة من قبل بعض الهيئات الفرنسية، بما فيها المدارس، وإلى كل من يحمل أسماء مسلمة مثل (محمد، أحمد، مامادو)، كل هذه الأسباب دفعت بعض الشباب إلى الانسياق وراء أفكار متطرفة ساهمت في تغذيتها وسائل التواصل الاجتماعي عبر الأنترنت، رغم أنه لا توجد أي مبررات للإجرام والإرهاب، لكن هذه حقيقة مطروحة في الراهن الفرنسي، لاسيما وأنه يوجد اليوم من لا يتجرأ حتى على إيداع شكوى ضد أفعال الإسلاموفوبيا بفرنسا، تيقنا بعدم جدوى ذلك، كما هو الحال بالنسبة للاعتداءات المتكررة على المساجد ومختلف الأماكن الإسلامية، فالسلطات الفرنسية تغض الطرف ودائما ما يتم تقييد هذه القضايا ضد مجهول لعدم التوصل إلى كشف هوية الفاعلين الأصليين، فهناك فرق شاسع بين التصريحات الرسمية والواقع.وقال زروقي، إنه كمفكر إلى جانب مفكرين آخرين زملاء له في فرنسا، سبق وأن حذروا من تنامي هذه الظواهر داخل بلد كفرنسا يؤمن بالحريات وحرية التعبير، وقد فتح أمام هؤلاء الشباب الأبواب وسمح لهم بالدراسة في أفضل وأشهر الجامعات، لكن في ظل احترام قوانين الجمهورية والتمسك بقيمها ومبادئها والتعايش معا، فهم يتمتعون بخيرات هذا البلد الذي عليه إعادة طرح العديد من الأسئلة لإيجاد الحلول الممكنة، فلا يمكن لطفل أن يكره أمه إن لم تكن هناك بالفعل أسباب حقيقية تدفعه إلى ذلك. كما ينبغي، يضيف المتحدث نفسه، الإشارة إلى التقاعس المسجل من قبل ممثلي الجالية المسلمة بفرنسا الذين لا يقومون بواجباتهم على أتم وجه، حيث أصبح اليوم بفرنسا كل من هب ودب يعتبر نفسه إماما ورئيس جمعية إسلامية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات