38serv
دفعت الحرائق المهولة التي اجتاحت عدة ولايات، خلال الأيام القليلة الماضية، المواطنين المكتوين بلهيبها والمتضررين من خسائرها المادية وأضرارها المعنوية، إلى التساؤل عن جدية وفعالية المخططات الاستعجالية والوقائية من أجل حماية الغطاء الغابي والنباتي الوطني عبر 40 ولاية، علما أن آخر حصيلة مؤلمة سجلت ليلة أول أمس بالبليدة، حيث التهمت النيران رضيعة بعدما حوصر منزل والديها بحريق مهول.وأمام حساسية وخصوصية المرحلة التي تمر بها البلاد والمتصلة بالحراك الشعبي السياسي والاجتماعي تجددت المخاوف من ضلوع أياد تخريبية في استهداف مناطق دون أخرى، قبل أن تأكل المحرقة ولايات أخرى بطرق متشابهة وبأساليب مريبة، خصوصا أن سلسلة الحرائق سجلت في فترات زمنية مترابطة ومتصاعدة (منتصف فصل الصيف وليس منذ بداياته)، وهو ما جدد المخاوف من تكرار مأساة صائفة 2017 التي فقدت فيها الجزائر 53 ألف هكتار في أسابيع معدودات.وتجددت التساؤلات أيضا حول استعدادات السلطات المحلية وشركائها الميدانيين لهذا الفصل وعن العمل الاستباقي وجدوى وسائل الاتصال اللاسلكية التي تم اقتناؤها لإطلاق الإنذار المبكر ضد الحرائق وعن دور المصالح الأمنية الجوارية والأجهزة الإدارية والمجتمع المدني في تكثيف التوعية والردع في أوساط مستعملي الطرقات ومناطق التخييم والاستجمام لتجنب مسببات الحرائق، أسئلة أخرى طرحت حول العمل الاستعلاماتي الذي يستهدف مافيا الجيوب العقارية الغابية وعن نشاط عصابات منظمة مستفيدة من الأراضي الجرداء الناتجة عن عمليات الحرق العمد، تضاف إليها عصابات الفحم بالدرجة الثانية، التي وجهت لها أصابع الاتهام هي الأخرى.في هذا الشأن، كشف مصدر مسؤول بالدرك الوطني لـ"لخبر" أن المجموعات الإقليمية للدرك الوطني شكلت خلايا متابعة على مدار الساعة في إطار التحقيقات المتعلقة بالحرائق التي مست مناطق شرق ووسط البلاد خلال الأسبوعين الأخيرين، وقال إن التحريات لاتزال متواصلة في بعض البؤر، بالموازاة مع جمع بعض الأدلة المادية وتحويلها إلى معهد الأدلة الجنائية وعلم الإجرام لتحديد تطابقها وتشابهها مع بعض المواد المشبوهة الملتقطة من بعض البؤر الخاضعة للتحقيق الجنائي، وهي عملية متواصلة تشرف عليها الجهات القضائية المختصة.وأمام هول الحرائق وتسلسلها زمنيا ومناطقيا في حيز زمني واحد، شكلت قيادة الدرك الوطني فرقا تقنية خاصة حلت بـ9 ولايات، منها 4 ولايات وسطى، أوكلت لها مهام فك بعض الألغاز وجمع المعلومات الخاصة ببعض الحرائق المريبة من أجل تحديد أسباب وظروف الحرائق المسجلة.وتستعمل مصالح الدرك الوطني تقنيات متطورة للكشف عن بعض المشتبه في صلتهم بجرائم حرق المساحات الغابية، حيث تحلل مخابر الجهاز جميع العينات الملتقطة من محيط بعض المناطق التي اكتوت بنيران وصفت بأنها مشبوهة، كما تعمل الفرق 2017 على توسيع نطاق التحقيق مع الناشطين في الوسطين الفلاحي والغابي.وأظهرت مواقع التواصل الاجتماعي أن قاطني المناطق المتضررة من الحرائق واجهوها بوسائل بدائية، وهي المشاهد التي كشفت غياب المنشآت والوحدات المتقدمة لوسائل الوقاية والمكافحة ضد الحرائق، علما أن الحكومة قد منحت نهاية 2018 الضوء الأخضر للولاة من أجل اللجوء إلى الصفقات العمومية بالتراضي قصد إنجاز كل الهياكل والمنشآت والمجمعات المائية ونقاط المراقبة في إطار البرنامج الاستعجالي للوقاية، لكن القرى التي حاصرتها النيران كانت خالية من هكذا منشآت.
محمية الشريعة كادت أن تدمر بالكامل
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات