38serv
أثارت لغة الوزير الأول، عبد المالك سلال، لغطا كبيرا في الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي سنة 2013، خصوصا كلمة ”فقاقير” التي راح البعض يعتبرها كلمة دخيلة على اللغة العربية ولا تعني أبدا جمع ”فقير”، بينما أوضح البعض الآخر أنها كلمة ترتبط بأسلوب ”السقى” في الصحراء، وأيا كان مفهومها إلا أن الوزير الأول، عبد المالك سلال، لم يقدّم شرحا لهذه الكلمة، ما جعلها تلتصق بقوة بمحور الحياة السياسية والأدبية في عام 2013 بالجزائر. يورد خبراء اللغات أن اللغة الإنجليزية مثلا لديها القدرة في أن ترفع من عدد كلماتها بمعدل 14,7 كلمة في اليوم الواحد، أمام أخطاء المسؤولين اللغوية وحديث الناس المتزايد بلغات جديدة مستوحاة من الواقع السياسي، وبهذا الشكل فقد وضع سلال قاموس اللغة العربية الذي يتمتع بحوالي 500 مليون كلمة، أمام تحدي النمو بعد أن استلهم رواد الأنترنت ”وزن فعاعيل” من كلمة ”فقاقير”، على النحو الذي ابتكر به الكاتب الأمريكي صامويل حودريش شـخصية ”بيتربارلي”، التي لقيت إقبالا كبيرا فيما بين 1827 – 1860 وبيعت كتبها بالملايين في أمريكا وانجلترا.ويوضح تاريخ اللغات كيف أن العديد من الكلمات التي يتداولها الناس خارج إطار اللغة السليمة تشغل بال المختصين في الأدب والشعر إلى حد كتابتها نظما، وبالتالي تصبح إرثا لغويا غنيا بذاته، على غرار قصائد الجاهلية أو ما يعرف لغويا بـ«الرطانة”، المعروفة في اللغة الإنجليزية بـ«جبرويك”، وهي اللغة غير السليمة التي نجدها في أدب الإنجليزي لويس كارول سنة 1871، كما تظهر في أشعار إسحاق واتس وآن وجين تيلور ووليم بلاك وادوارد لير والحكايات الخرافية في منتصف العصر الفكتوري.والملاحظ في لغة سلال أنها تندرج في خانة سياسية، ما يجعلها تقترب من فلسفة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي أسّس لثقافة ”بوشيزم” في اللغة الإنجليزية، وفجر العديد من المواقع والكتب المنشورة في الولايات المتحدة وأسس لفن فكاهي مهم في الولايات المتحدة، ولم يعد محل سخرية فقط، بعد أن أصبحت لصيقة بكل ما يرد على المسؤولين والخطباء من كلمات غير تقليدية، التي تحدث بها كثيرا الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ونائبه وجورج بوش الأب في فترة الثمانينيات.ومن التاريخ، نلاحظ كيف أن ”الطحن” في اللغة والكلمات أدى إلى اكتشاف أدب ”أليس في بلاد العجائب” والتي تعتبر من أهم معالم تاريخ أدب الأطفال، كما ظهر في تلك الفترة أدب ماكونالد وأوسكار وايلد، وأيدت نسبيت، واشتهر بها الأمريكي مارك توين وروبرت لويس، ووردت في ترجمات ”جول فير” لقصص الخيال العلمي تحديدا في شخصيات ”بارزق” الأدبية في القرن الثامن عشر، ولدى أدب روبنسون كروزو وسير والتر سكوت في كتاب ”حكايات جد” وكتابات كاترين سنكلر التي قدّمت بيت الإجازة، بما قد يفسر الجدل في استخدام سلال لعبارة ”العلم يفرفر”، ما جعل البعض يقول هل هي كلمة أمازيغية أم عربية؟ وفتح النقاش بين لهجة سكان الغرب والشرق.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات