38serv
دار النقاش قبيل حلول الشهر الفضيل بين الجزائريين، حول طبيعة الأمسيات الرمضانية، وتساءل من تعوّد احتساء القهوة المحضرة بالمقاهي، وتأدية صلاة التراويح والانضمام إلى حلقات النقاش وجلسات السمر، عما إذا فكرت السلطات في تخفيف ثقل إجراءات الحجر الصحي المنزلي بعد الإفطار، غير أن ذلك لم يتحقق لهم، ليجدوا أنفسهم مجبرين على التكيف مع واقع لم يشاهدوه سوى في الأفلام، بينما استسلم قلة قليلة إلى رغبة الخروج، مستفيدين من تخفيف مصالح الأمن والدرك لوتيرة ملاحقة كل من يخرق الإجراءات.
رغم استمرار إجراءات الحجر المنزلي الجزئي في كامل الولايات، لم يصمد قلة من الشباب أمام إغواء تقاليدهم المعتادة بعد الإفطار، حيث خرجوا فرادى ومثنى وثلاثى متناثرين ومتباعدين، وجلسوا بالقرب من المنازل يتبادلون أطراف الحديث ويدخنون سجائرهم أو يرتشفون من أكواب القهوة بنشوة غير مكتملة، تنقصها طاولات المقاهي والنقاشات الجماعية حول حدث سياسي أو رياضي او ثقافي، وتغيب عنها الألعاب الورقية وصيحات النادل، وفي أحسن الأحوال دندنات الشيشة، التي اقتحمت الثقافة الشعبية الجزائرية "عنوة" في السنوات الأخيرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات