"ما يزع الله بالسّلطان أكثر ممّا يزع بالقرآن"

38serv

+ -

من طريق ابنُ القاسمِ، قال: حدَّثنا مالكٌ أنَّ عثمانَ بنَ عفانَ رضي الله عنه كان يقولُ: “ما يَزَعُ الإمامُ أكثرُ ممَّا يَزَعُ القرآنُ. أي من النّاسِ”، قال: قلتُ لمالكٍ: ما يَزَعُ؟ قال: يَكُفُّ.ومعنى مقولة سيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه كما يقول الحافظ ابن كثير: “أنّ الله تعالى يمنع بالسّلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام، ما لا يمتنع كثيرٌ من النّاس بالقرآن برغم ما فيه من الوعيد الأكيد، والتّهديد الشّديد”.وسيّدنا أبو عَبدِ اللهِ عُثمَانُ بْنُ عفَّانَ الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ، ثالث الخلفاء الرّاشدين، وأحد العشرة المبشّرين بالجنّة، ومن السّابقين إلى الإسلام. يُكَنّى “ذا النُّوريْن” لأنّه تزوّج اثنتين من بنات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث تزوّج من رقية ثمّ بعد وفاتها تزوّج من أم كلثوم.مناقبه وفضائله رضي الله عنه كثيرة جدًّا، منها تجهيزه جيش العسرة، وشراؤه بئر رومة وتسبيله، وتوسيعه مسجد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد كان أحد كتبة الوحي.قال فيه الإمام عليّ رضي الله عنه: “كان عثمان أوصلنا للرّحم”، وكان صائم الدّهر رقيق القلب، شديد الحياء كثير الإحسان والحلم والتّواضع والزّهد.ومن أشهر أقواله رضي الله عنه: “لكلّ شيء آفة، وآفة العلم نسيانه”. “لو أنّ قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربّنا، وإنّي لأكره أن يأتي عليّ يوم لا أنظُر في المصحف”. “همّ الدّنيا ظلمة في القلب وهمّ الآخرة نور في القلب”. “من ترك الدّنيا أحبّه الله تعالى، ومن ترك الذّنوب أحبّته الملائكة وأحبّه المسلمون”. “أربعة ظاهرهنّ فضيلة وباطنهنّ فريضة :مخالطة الصّالحين فضيلة والإقتداء بهم فريضة، وتلاوة القرآن فضيلة والعمل به فريضة، وزيارة القبور فضيلة والاستعداد لها فريضة، وعيادة المريض فضيلة واتّخاذ الوصية فريضة”. “وجدتُ حلاوة العبادة في أربعة أشياء: أوّلها في أداء فرائض الله، والثاني في اجتناب محارم الله، والثالث في الأمر بالمعروف ابتغاء ثواب الله، والرابع في النّهي عن المنكر اتّقاء غضب الله”. “أنتم إلى إمام فعّال أحوج منكم إلى إمام قوّال”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات