الجزائر متحمسة لعودة القاهرة إلى الاتحاد الإفريقي

38serv

+ -

 ردّ رئيس الدبلوماسية الجزائرية، رمطان لعمامرة، على أحزاب المعارضة، التي استنكرت استقبال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، بحجة أنه “يمثل حكومة الانقلاب على الشرعية”، إذ قال: “سياسة الجزائر الخارجية يصنعها رئيس الجمهورية، والعمل الدولي يستجيب لاعتبارات استراتيجية، مع احترامي لمواقف كل حزب سياسي”.وقال لعمامرة، أمس، بالعاصمة في ندوة صحفية مشتركة مع فهمي، في ثالث وآخر يوم من زيارته للجزائر، إن موقف أحزاب المعارضة، التي يتعاطف أغلبها مع جماعة الإخوان المسلمين، “يعبّر عن جزء من الطبقة السياسية، وزيارة صديقي الوزير فهمي ليست وليدة أحداث ظرفية، وإنما تندرج في إطار استمرارية العلاقات الجزائرية المصرية”.ورفض لعمامرة المآخذ التي وجهت للسلطات، بخصوص التعامل مع حكومة لا يقبل الاتحاد الإفريقي عضويتها بحجة أنها جاءت عن طريق الانقلاب، وعبّر عن ذلك بقوله: “الجزائر لا تتلقى دروسا فيما يخص التغييرات غير الدستورية لأنظمة الحكم. والقول إن التعامل مع الحكومة المصرية يتعارض مع قرارات الاتحاد الإفريقي، خطأ كبير ينبغي تصحيحه. ثم إن الجزائر تعترف بالدول وليس بالحكومات والأنظمة. ومصالح الجزائر تستمر مع الدولة بغض النظر عن همومها الداخلية، دون أن يعني ذلك أننا لا نهتم بالداخل المصري، بل نقاسم الشعب المصري آلامه وهمومه”.وشرح لعمامرة وجهة نظره في موضوع عدم الاعتراف بمصر في المنظمة القارية، من موقعه مفوض السلم والأمن بها سابقا، بقوله: “الاتحاد الإفريقي لم يعزل مصر، وإنما علق مشاركتها في أجهزته ومؤسساته مع تشجيعها على العودة إلى النظام الدستوي. وقد واكب تعليق المشاركة إنشاء لجنة بقيادة الرئيس ألفا عمر كوناري، لمتابعة جهود المصريين للرجوع إلى النظام الدستوري”. وحرص لعمامرة على التأكيد بأن الاتحاد الإفريقي علق مشاركة مصر “مؤقتا”، وأظهر تحمسه لعودة القاهرة إلى النشاط في المنظمة القارية، بأن الجزائر ستلعب دورا في هذا الاتجاه. وأشار لعمامرة إلى أن عدم الاعتراف ولا التعامل مع الحكومات وليدة الانقلابات، مبدأ تمت المصادقة عليه في اجتماع منظمة الوحدة الإفريقية سابقا، خلال اجتماع القادة الأفارقة بالجزائر عام 1999.وتحاشى نبيل فهمي الخوض في موقف المعارضة الجزائرية، من زيارته للجزائر واكتفى بالقول: “أنا بالجزائر لتمثيل حكومة انتقالية تم تشكيلها بإرادة مصرية وبإرادة رأي عام، ووجودي هنا غير مرتبط بالوضع الداخلي في مصر، وإن كان ما يجري في بلادي يهم الساحة العربية ومن واجبي أن أشرحه للأشقاء الجزائريين”.وتهاطلت على فهمي أسئلة ذات صلة بجماعة الإخوان وتصنيفها تنظيما إرهابيا. ومن بين ما قاله بهذا الخصوص: “القرار مصري وشأن داخلي، وإذا وجدت رؤى سياسية تسمي نفسها تيارا إسلاميا، سنحترمها على أن تلتزم بالقانون وتنخرط في إطار استكمال بناء المؤسسات، وأهمها الدستور الذي سيستفتى حوله الشعب المصري”. وأضاف بأن اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، “قرار تم تبليغه للدول العربية وغير العربية، والمطلوب هو احترام هذا القرار واحترام التعهدات والاتفاقيات المصرية المبرمة في مجال مكافحة الإرهاب”.ورفض فهمي التعاطي مع محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي على أنها “قضية سياسية”، ودافع عن مسعى الإطاحة به بقوله: “أثبت الشعب المصري مرتين، في أقل من ثلاث سنوات، أنه قادر على التحرّك، ولو لم يتحرّك الشعب لما كان بالإمكان أن يحدث التغيير”. ورد فهمي على الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي دعا إلى “التعامل بعيدا عن العنف” في المسيرات والمظاهرات التي تنظم كل يوم جمعة بالمحافظات المصرية، للتنديد بخلع محمد مرسي وبمطاردة قيادات ومناضلي جماعة الإخوان، إذ قال: “ينبغي التعامل مع الإرهاب بحزم وصرامة، والاستهانة بما يتعرض له المصريون على أيدي الإرهابيين، غير مقبول”.وسئل عن موقف قطر من الأحداث في مصر، ودعمها المفترض لجماعة الإخوان، فقال فهمي إن الدوحة “تسير في طريق غير سوي، وبيان الخارجية القطرية الأخير غير مسبوق ومرفوض شكلا وموضوعا، ومليء بالأخطاء والتجاوزات”. وشدد على أن “تدخل أي دولة في الشأن المصري مرفوض ولن يمر مرور الكرام”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: