38serv
يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني: (التّثاؤب هو شهيق عميق يجري عن طريق الفَم، وليس الفَم بالطريق الطبيعي للشّهيق لأنّه ليس مجهزًا بجهاز لتصفية الهواء، كما هو في الأنف، فإذا بقي الفم مفتوحًا أثناء التثاؤب تَسَرَّبَ مع هواء الشّهيق إلى داخل الجسم مختلف أنواع الجراثيم والغبار والهوام، ولذلك جاء الهدي النّبويّ الكريم بِرَدِّ التّثاؤب على قَدْرِ الاستطاعة، أو سَدِّ الفم بِرَاحَةِ اليد اليمنى أو بِظَهْرِ اليُسرى).والتّثاؤب إِمَّا أن يكون اختياريًا وقد نَصَّ العلماء على كراهته في هذه الحالة، سواء كان في الصّلاة أو خارجها إلّا أنّه في الصّلاة أشدّ كراهة، لما فيه من عدم الاعتناء بالصّلاة وعدم استحضار معاني ما يقرأ من قرآن أو ذكر أو دعاء، ولمُنَافَاته للخشوع، وعلى من ابْتُلِي بهذا أن يُبَادِرَ إلى سَدِّ فَمِهِ بِيَده، فقد أخرج التّرمذيّ وابنُ السّني حديثَ: “العُطاسُ منَ الله والتّثاؤبُ منَ الشّيطانِ، فإذا تثاءبَ أحَدُكُم فلْيَضَع يدَه على فِيْهِ، وإذا قالَ هاه هاه فإنّ الشّيطانَ يَضْحَكُ مِنْ جَوفِهِ، وإنَّ اللهَ يحِبُّ العُطَاسَ ويَكرَهُ التّثاؤبَ”. وروى النّسائي من حديث أبي هريرة: “العُطاسُ منَ الله والتّثاؤبُ منَ الشّيطانِ، فإذا تثاءَبَ أحَدُكُم فلا يقُلْ هاه هَاه فإنّ الشيطانَ يضحَكُ مِن جَوفِهِ”.وقَدْ يكون اضطراريًا، ولا شَكَّ أنّ المرْءَ غير مكلّف في هذه الحالة لأنّها حالة اضطرار، إلّا أنّه مُطَالَبٌ فيها هي الأخرى بِسَدِّ فَمِهِ للحَدِيثَيْن السَّابِقَين، ولا شكّ أنّ تَكْرَاره يُؤْذِنُ بعدم استشعار مراقبة الله، لأنّ التّثاؤب من الشّيطان. ولا مكان للشّيطان في قَلْبٍ مَشغول صَاحِبُه بمناجاة ربّه سبحانه. فالتّثاؤب المتعمّد مكروه في الصّلاة وخارجها إلّا أنّه في الصّلاة أشدّ كراهة كما مَرّ.إمام وأستاذ رئيسي - الجزائر
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات