38serv
عبر فيديو مدته 10 دقائق على منصة "يوتوب" بعنوان "أسعار كباش العيد في الجزائر، وشوهد 60 ألف مرة، استعرض أحد الوسطاء أضاحي العيد بمختلف أحجامها وأسعارها، مقدما مع كل صورة رقم هاتف البائع وعنوان تواجد الماشية، في أسلوب لجأ إليه الكثير من الباعة والزبائن لاختيار خروف شعيرة النحر، بعدما أقرت السلطات غلق العديد من الأسواق ونقاط البيع ومنعت التنقل بين 29 ولاية، في إطار إجراءات احتواء عدوى جائحة "كوفيد19" لتفادي كثرة التزاحم والاحتكاك بين المواطنين.اعتمد صاحب الفيديو الذي المدرج بتاريخ 16 جويلية ، أسلوب ترويج جديد قائم على عرض صور أضاحي في كل ولاية وإرفاقها بأرقام هواتف أصحابها لتسهيل ربط الاتصال مباشرة مع الباحثين عن أضحية وليس لهم وجهة شراء محددة، متجاوزا الطرائق التقليدية التي تحاول السلطات منعها في ظل الأزمة الصحية.وفي مقطع آخر مدرج يوم 15 جويلية واطلع عليه قرابة ربع مليون شخص، نقل شخص، يبدو متطوعا، المتابعين في رحلة افتراضية في ثنايا أحد فضاءات البيع بالمناطق السهبية، وتكفل بمحاورة الباعة ومناقشتهم على المباشر حول أسعار وأعمار الأضاحي وتفاصيل غذائها، قبل أن يطلب أرقام هواتف الباعة بجهر لمن يرغب في التواصل معهم. وهي خطوة قد تجنب عناء السفر والجهد والعدوى للكثير من الناس الذين ألفوا شراء أضاحي من الأسواق، غير أنهم خشوا التنقل بسبب فرض منع التنقل "من وإلى 29 ولاية المعنية بالحجر الصحي الجزئي".وعلى منصة "فايسبوك" كانت العملية أكثر سلاسة، حيث سمحت لمشارك يدعى جواد عبدو بمباشرة فيديو "لايف" على "صفحة الهدرة في مايو" من مستودع مليء بالخرفان والنعاج، لنقل تفاصيل أسعارها وأحجامها وكيفيات النقل والتسديد، ليتفاعل معه العشرات من أصدقائه ومعارفه بالأسئلة والتعليق.وساعدت هذه التقنيات في زمن الجائحة على التقليل من تجمعات كبيرة عادة ما تصاحب هاته الشعيرة المباركة، التي يفضل الجزائريون إقامتها كما لو أنها فرضا دينيا، وليس سنة مؤكدة، غير أنه بتعالي الأصوات العلمية المطالبة بإلغاء أداء هذه الشعيرة لهذه السنة احترازا من تفشي الوباء، على غرار رسالة جماعية لأساتذة العلوم الطبية الموجهة أول أمس لرئيس الجمهورية، اختلطت الأفكار والخيارات لدى العائلات وتأرجحت بين الرأيين، مما أدى الى بروز انقسام بين متمسك بهذه السنة المؤكدة وآخر مستعدا لتجاوزها للوقاية من انتشار الوباء،بينما فصلت مسبقا الكثير من العائلات في المسألة واشترت أضحية العيد.ومما زاد للممتنعين قناعة وتمسكا بموقفهم، إلغاء فريضة الحج بوصفها أحد أركان الاسلام، وكذا تقاطعهم مع رأي الأطباء الذين قالوا "إن بيع أضاحي العيد على مستوى الأسواق الجماعية ونقلها ونحرها، كلها مواقف تشهد تجمهرا وتجمعات قوية، من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الوبائي".ولقد انتشرت الكثير من الصفحات والمجموعات على الموقع الأزرق تنشط في مجال بيع وتسويق الخرفان، على غرار "بيع أضحية العيد الحاج مولاي" و "كبش وأضحية العيد 202" و "أحمد حفصي" و "بن بومزيرة عباس" ولكها تشهد تفاعلا نسبيا مع المتصلين عبر شبكة الانترنت.غير أنه لا يمكن قياس أو معرفة مدى نجاح وواقعية هذه الطرائق بوضوح ومدى سلاسة انتقالها من التصفح الافتراضي إلى سلوك شراء حقيقي، لغياب دراسات علمية وميدانية، وحرص وتعود الكثير الجزائريين الكبير على عملية اختيار أضاحيهم بمنطق "شد مد" والتعاملات المباشرة الميدانية، لكن يبدو أنه مع مرور الوقت، ستتحول هاته الأساليب التقنية الحديثة الى واقع لا مفر منه، يكفي فقط التكيف معها والتحكم فيها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات