38serv
إنّ هذه الرسالة من الكمال والجمال والعظمة والشّمول والصّدق والحقّ، بحيث لا يحملها إلاّ الرّجل الّذي يثني عليه الله هذا الثناء، فتُطيق شخصيته كذلك هذا الثّناء في تماسك وتوازن وطمأنينة. طمأنينة القلب الكبير الّذي يسع حقيقة تلك الرّسالة وحقيقة هذا الثّناء العظيم ثمّ يتلقّى بعد ذلك عتاب ربّه له ومؤاخذته إيّاه على بعض تصرّفاته، بذات التّماسك وذات التّوازن وذات الطمأنينة ويعلن هذه كما يعلن تلك، لا يكتم من هذه شيئًا ولا تلك وهو في كلتا الحالتين النّبيّ الكريم والعبد الطّائع والمُبَلِّغ الأمين.إنّ حقيقة هذه النّفس من حقيقة هذه الرّسالة وإنّ عظمة هذه النّفس من عظمة هذه الرسالة، وإنّ الحقيقة المحمّدية كالحقيقة الإسلامية لأبعد من مدى أيّ مجهر يملكه بشر وقصارى ما يملكه راصد لعظمة هذه الحقيقة المزدوجة أن يراها ولا يحدّد مداها، وأن يشير إلى مسارها الكوني دون أن يحدّد هذا المسار.إنّه سيّدنا محمّد وحده هو الّذي يرقى إلى هذا الأفق من العظمة.. إنّه سيّدنا محمّد وحده، هو الّذي يبلغ قمّة الكمال الإنساني المجانس لنفخة الله في الكيان الإنساني. إنّه سيّدنا محمّد وحده هو الّذي يكافئ هذه الرّسالة الكونية العالمية الإنسانية، حتّى تتمثّل في شخصه حيّة، تمشي على الأرض في أهاب إنسان.. إنّه سيّدنا محمّد وحده الّذي علم الله منه أنّه أهل لهذا المقام. والله أعلم حيث يجعل رسالاته وأعلن في هذه أنّه على خُلق عظيم وأعلن في الأخرى أنّه جلّ شأنه وتقدّست ذاته وصفاته، يُصلّي عليه هو وملائكته: “إنّ اللهَ وملائِكَتَه يُصَلُّونَ على النّبيّ”، وهو جلّ شأنه وحده القادر على أن يهب عبدا من عباده ذلك الفضل العظيم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات