تشرع السلطات الفرنسية، بداية من مساء اليوم، في نشر ما عدده عشرة 10 آلاف عسكري وقرابة الخمسة 5 آلاف شرطي، عبر مختلف المدن الفرنسية لتعزيز الأمن وضمان الاستقرار للفرنسيين، تحسبا لوقوع أي هجومات إرهابية أخرى، حيث سيتم تسخير نصف عدد هذه القوات المجندة لتشديد الحراسة على 717 معبد ومدرسة يهودية موزعة عبر التراب الفرنسي، إلى جانب تعيين محافظ جديد للاهتمام بذلك، كما أمر الوزير الأول فالس بإجراء بعض التعديلات على منظومة المؤسسات العقابية، وذلك بعزل النزلاء الإسلاميين المتطرفين داخل السجون وتخصيص وحدة تابعة لهم، وهو ما تم تطبيقه منذ أكتوبر 2014 على مستوى سجن فران الذي يضم 2500 نزيل، فيما أعطى تعليمات لتكثيف ومضاعفة خلايا الإنصات ومراقبة شبكات الأنترنت مع استمرارية المطاردة، للكشف عن متورطين آخرين، بالإضافة إلى توفير مختلف الوسائل المادية والبشرية على مستوى قطاع التربية من أجل تأطير التلاميذ وتكوين الأساتذة بغية متابعة الطلبة عن كثب، خاصة بعد الإخلال بالوقوف لدقيقة صمت التي أقيمت يوم الحداد الوطني الموافق للخميس الفارط، إثر الهجوم المسلح الذي طال “شارلي إيبدو”، صبيحة الأربعاء الماضي.ولقد تضاعفت الاجتماعات الداخلية الأمنية مباشرة صبيحة اليوم الموالي للمسيرة التاريخية المليونية الباريسية، التي سجلت مشاركة قرابة 4 ملايين من الحشود البشرية، عبر مختلف المدن الفرنسية، مبرهنة على كسبها رهان الوحدة الوطنية والالتحام الاجتماعي والتعايش الأخوي السلمي الذي يجمع بين المسلم والمسيحي واليهودي، حيث تم طرح العديد من الأسئلة التي ساهمت في تأزم الوضع الفرنسي، منها الخلايا الجهادية بفرنسا والتطرف الديني داخل المؤسسات العقابية، مع البحث عن إيجاد الحلول الممكنة لتجاوز المحنة ومكافحة الإرهاب.أما المعارضة فقد شددت من جهتها على خلق خلية للتحقيق في مختلف الثغرات التي أدت إلى تفاقم الوضع، وضرب فرنسا في القلب من قبل الإرهاب، مع المطالبة بإعادة النظر في مسألة الهجرة والمهاجرين، ومن جهتها الهيئة المسلمة بفرنسا، على لسان الدكتور دليل أبوبكر لـ«الخبر”، تحرص على تأطير الأئمة وتكوينهم لتهدئة مسلمي فرنسا وتوعية الشباب الصاعد، مع مضاعفة المراقبة في ظل انتشار عدد كبير من الأئمة السلفيين والمتطرفين بفرنسا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات