انتقدت منظمة “مراسلون بلا حدود” مشاركة الجزائر وبعض الدول في مسيرة “لا للإرهاب” التي جمعت قادة وزعماء العالم بساحة الجمهورية في العاصمة الفرنسية باريس، للتنديد بالاعتداء الذي استهدف صحفية “شارلي إيبدو”. وحسب تقرير المنظمة، فإن مشاركة قادة مصر وتركيا وروسيا والجزائر والإمارات العربية المتحدة، لا تعكس إيمانهم بحرية التعبير، في مقابل ذلك لم تعلق المنظمة على مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”.وقالت المنظمة المدافعة عن حرية التعبير إن تواجد الجزائر في المرتبة 148 في ترتيب الدول التي لا تحترم “حرية الإعلام”، يجعل من مشاركتها في مسيرة باريس “أمرا غير منطقي” ولا يعكس إيمان النظام الجزائري بمبدأ حرية التعبير. وتحدثت المنظمة عن منع السلطات الجزائرية للمسيرات في العاصمة وحملة الاعتقال التي شنتها ضد الصحفيين الذين خرجوا لمعارضة ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للعهدة الرابعة.وتجمع نحو 40 من قادة العالم في باريس للمشاركة في المسيرة الحاشدة التي تقدمها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وكذا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، لإعلان تضامنهم مع “شارلي إيبدو” والتنديد بالإرهاب العالمي بعد مقتل 12 شخصا بين صحفي وعامل في الصحيفة التي تستعد للصدور مجددا هذا الأسبوع عبر توزيع عدد استثنائي بمليون نسخة.وقد أصدرت المنظمة الدولية تقريرها في وقت تلطخت أيادي أبرز الذين وقفوا في الصفوف الأولى في المسيرة بدماء الأبرياء في العديد من الحروب التي قادتها فرنسا وبريطانيا، لاسيما في ليبيا والعراق وغزة التي تواجه الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو الذي تفنن في قتل الشعب الفلسطيني وحتى قمع الإعلام .مقابل ذلك، ركز التقرير على مشاركة رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان من دولة الإمارات العربية المتحدة، ووزراء خارجية روسيا، سيرجي لافروف، الجزائر رمطان لعمامرة، وكذا مصر سامح شكري، مشيرا إلى أن تركيا تحاكم ما يقرب من 70 صحفيا بتهمة تنديد الإعلام بالفساد ضد المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان. وقال إن مصر يقبع بها 16 صحفيا في السجن، بينهم الصحفي البريطاني بيتر غرسته، بتهمة “نشر أخبار كاذبة “ و«الانتماء إلى منظمة إرهابية”.وتحدث التقرير عن روسيا، موضحا بأن الكريملن يتعامل بـ«عنصرية مع الصحفيين”، لاسيما مع الذين ينحدرون من سيبيريا، حيث يتم اعتبارهم “عملاء أجانب”، وهو المصطلح ذاته الذي تستخدمه السلطات الروسية لوصف الهيئات التي تتلقى التمويل.لكن الغريب في تقرير المنظمة الحقوقية، تجاهلها المطلق لمشاركة بنيامين نتنياهو رغم الجرائم التي تقوم بها “إسرائيل” والموثقة في تقارير العديد من المنظمات العالمية، منها منظمة نشطاء سلام وحقوق إنسان في إسرائيل، وهي تقارير تؤكد انتهاكات عينية لحرية التعبير عن الرأي في حقّ منظمات حقوق الإنسان ونشطاء السلام، بالإضافة إلى تقرير غولدستون الشهير الذي قدم العديد من الأمثلة لانتهاكات حرية التعبير والاعتداء على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات