38serv
من كان يتصوّر أن الاحتقان السياسيّ المُزمِن عندنا سيزداد تدهورا في ظل الحراك الشعبي السلمي الذي أحيا في نفوس الجزائريين الأمل في التغيير السياسيّ السّلس!؟ من كان يتصوّر أنّنا سنجد أنفسنا تحت طائلة حكمة علي بن أبي طالب (ر) التي مفادها:«ربّ يوم بكيت منه، فلما صرت في غيره بكيت عليه.»؟ من كان يتصوّر أن "الحل الأمنيّ" الذي أكّدت التجربة الجزائرية فشله، سيكشّر عن أنيابه من جديد بقوّة في عزّ الحراك الشعبي الذي أثار إعجاب العالم بسلميّته وبمطالبه الديمقراطية الشرعية؟ إنه الاستبداد القاهر الذي جعل المطالبة بالديمقراطية جريمة تستحق العقاب، ومن ثم يُنظر إلى أنصارها بعين السّخط بحجة أنهم يهدّدون أمن الدولة ووحدتها!
هاهي السلطة تختار خارطة طريق تسير في اتجاه معاكس لمطالب الحراك الشعبي السلميّ، غايتها تجديد المنظومة السياسية الشمولية الحالية المترهّلة الفاسدة العاجزة عن بناء دولة العدل والقانون، عن طريق محاولة "المرور بقوّة" بواسطة انتخابات تشريعية صُورية شكلية، فُسِح فيها المجال من جديد للأحزاب السياسية الفاسدة التي استعملها العهد البائد كواجهة سياسية وكحصان طروادة في المخادعة السياسية الكبرى، والتي طالب الحراك بحلّها. وهل هناك خير يرجى من انتخابات تُجرى في ظل جوّ الغلق السياسي والتعتيم الإعلامي والتعسف في استعمال السلطة؟ ما حاجة الانتخاب والتداول مفقود؟
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات