بالاشتراك أي دور للمجتمع المدني بعد مجيء الرئيس تبون؟

يعد المجتمع المدني عنصرا أساسيا في أي عملية بناء ديمقراطي شأنه في ذلك شأن الأحزاب السياسية، ولهذا كان المجتمع المدني دائما محل صراع بين السلطة والمعارضة للسيطرة عليه وتوظيفه في الصراع بينهما برغم أن القانون يمنع إنخرط المجتمع المدني في العمل السياسي، لكن لم يمنع ذلك السلطة من توظيفه لخدمة أجنداتها، خاصة في عهد الرئيس بوتفليقة الذي كان يتحكم في مختلف الجمعيات بواسطة المال، ويعمل على تكسير كل جمعية لا تخضع له، وتعمل من أجل الحفاظ على استقلاليتها.

بعد مجيء الرئيس تبون إلى السلطة وضع المجتمع المدني ضمن أولوياته، بل أعطى انطباعا بأنه يعمل من أجل خلق قاعدة إجتماعية لسلطته من المجتمع المدني، وبأنه سيتجاوز الأحزاب التقليدية التي أعتمدت عليها السلطة من قبل كالأفالان والأرندي بحكم التذمر الشعبي منها ومطالبة الحراك الشعبي بحلها لأنها تتحمل مسؤولية ما آلت إليه الجزائر بدعمها رئيسا عاجزا وللفساد المالي ضمن الكثير من مناضليها وقياداتها، فنصب تبون مستشارا خاصا بالمجتمع المدني، وهو الذي طاف كل مناطق البلاد ملقيا خطابات حول أهمية المجتمع المدني في كل لقاءاته معه داعيا لها إلى توحيد جهودها على المستوى المحلي على شكل فيدراليات وتنسيقيات ولائية.