38serv
أشعلت قضية ارتداء الحجاب سجالًا سياسيًا حادًا في بلجيكا، أجبر رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو على إعطاء توضيحات أمام برلمان بلاده بشأن أسباب استقالة بلجيكية محجبة من أصل مغربي من منصب مفوّضة الحكومة لدى معهد المساواة بين النساء والرجال.وكانت إحسان حواش (36 عامًا) قد استقالت الجمعة الماضية من منصبها، قائلة إنّها أرادت حماية نفسها من التنمر عبر الإنترنت بعد تعرّضها لهجمات منذ تولّيها المنصب، وهي الّتي عيّنت قبل 10 أسابيع فقط، وكانت تتمثّل مهمّتها في الحرص على احترام القانون والمصلحة العامة. وأعلنت إحسان أنّها تتعرّض لـ “هجمات شخصية” منذ أن أعلن عن اختيارها لتولي هذا المنصب قبل عشرة أسابيع.رمز دينيوتأتي استقالة إحسان، وهي ناشطة بمجال مكافحة التمييز على أساس الجنس في أماكن العمل، في ظلّ انقسام الائتلاف الحكومي برئاسة ألكسندر دي كرو حول ما إذا كان لمحجبة أن تمارس وظيفة عامة ذات سلطات وتمثيل للدولة، والّتي يتعيّن عليها التزام الحياد في تقاريرها المتعلّقة بالشّؤون الدّينية.ودافع رئيس الوزراء البلجيكي، بادئ الأمر عن تعيين إحسان لحواش. إلّا أنّه أكّد أنّ الحكومة الاتحادية تحظر على كلّ الموظفين الّذين هم “على تماس مع العامة” ارتداء أيّ رمز ديني ظاهر، وهو ما لا ينطبق على تولّي حواش منصب مفوّضة الحكومة في معهد المساواة بين النساء والرجال.لكن تعيين حواش الّذي جاء بمبادرة من حزب الخضر والأمينة العامة لهذا التنظيم سارة شليتس، لقي تنديدًا شديدًا من قبل المعارضة و«الحركة الإصلاحية” (فصيل ليبرالي فرانكوفوني) المنضوية في الائتلاف الحكومي. واحتدم السجال، أوّل أمس الثلاثاء، بعد نشر تصريحات لحواش في صحيفة ‘لوسوار’ وصفتها البلجيكية - المغربية بعد أربعة أيّام بأنها كانت “خرقاء”.وخلال المقابلة، اعتبرت حواش (ابنة دبلوماسي مغربي) أنّ حظر ارتداء الرموز الدّينية في بلجيكا “تمييزي”، وتابعت: “القضية ليست هل نعيد النّظر بفصل الكنيسة عن الدولة، بل كيف نرفض هذا الأمر في ظلّ تغيّر ديموغرافي”، في إشارة إلى وجود نسبة من المسلمين في بروكسل أعلى بكثير من بقية مناطق بلجيكا (5 إلى 7 بالمائة من سكان البلاد حسب باحثين).هذا، ويتعيّن على “دي كرو” و«شليتس” إعطاء توضيحات للجنة البرلمانية بشأن مذكرة لجهاز أمن الدولة (الاستخبارات المدنية البلجيكية)، أشارت إلى “شبهات” حول وجود روابط بين حواش وجماعة الإخوان المسلمين. وكانت حواش قد دافعت بشدة عن نفسها، أوّل أمس، مؤكّدة عدم وجود أيّ تواصل بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين “لا من قريب ولا من بعيد”.ورفض الوزير الأول ‘ألكسندر دي كرو’ والأمينة العامة لحزب الخضر ‘سارة شليتس’ الإفصاح عن مضمون المذكرة المصنّفة سرية، واستبعدَا وجود أيّ رابط بينها وبين استقالة حواش.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات