بالاشتراك مساهمة: الصحراء الغربية.. قنبلة ترامب التي ورثها بايدن

38serv

+ -

من بين التحركات العديدة للسياسة الخارجية الأمريكية التي اتخذتها إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، في الوقت بدل الضائع من عهدته الرئاسية، والتي كان هدفها تقييد أيدي إدارة بايدن، كان الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها، في إطار اتفاق شمل أيضا تطبيع العلاقات الدبلوماسية المغربية مع إسرائيل، وهو ما شكل انتصارا معنويا للرباط التي تعتبر ملف الصحراء الغربية محور سياستها الخارجية. وما يمكن استخلاصه من التصريحات المتتالية لمسؤولي الخارجية الأمريكية، أنه لا وجود لنية التراجع عن الصفقة الثلاثية بين أمريكا والمغرب وإسرائيل، وأن إدارة الرئيس جو بايدن لن تغير موقفها من قضية الصحراء الغربية. رغم أن الكثيرين كانوا ينتظرون من إدارة بايدن أن تتراجع عن قرار فيه تعد صارخ على الأعراف الدولية. غير أنها وجددت نفسها في موقف لا تحسد عليه، فهي بين مطرقة وجوب احترام القانون الدولي وسندان وفائها لإسرائيل وحليفتها المغرب وإمكانية فشل الصفقة لو تعود إدارته إلى الحيادية. الشيء الذي يطرح السؤال لماذا لم تتراجع إدارة بايدن عن الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية المزعومة، رغم أنها ألغت العديد من قرارات الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب؟

لقد كان هذا الاعتراف من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تغيرا مفاجئا للموقف التاريخي للدبلوماسية الأمريكية تجاه الصحراء الغربية وهو الحفاظ على موقف محايد يتماشى والقرارات الأممية لمجلس الأمن الدولي وتقديم الدعم المتواصل لبعثة الأمم المتحدة "المينورسو"، على الرغم من الضغوط التي مارستها الحكومة المغربية على مر السنين لدعم محاولتها للسيطرة على الصحراء الغربية. كما أن تجاهل الولايات المتحدة للقانون الدولي وإعلانها أنها تعتزم فتح قنصلية في إقليم غير مستقل هي محطة صعبة يمر بها النظام الدولي يصعب التعامل معها، فهي تفضح ضعف القانون الدولي أمام المصالح الشخصية للدول العظمى.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات