38serv
ينتمي المجاهد الراحل ياسف سعدي، للجيل الذي تشكل وعيه النضالي والسياسي مع إنزال الحلفاء بالجزائر في 8 نوفمبر 1942، في خضم الحرب العالمية الثانية، حين انهزمت فرنسا "فيشي" الموالية للنازية، وتحول الجزائر إلى قطب دولي لمحاربة النازية. بدأ نشاطه السياسي فعليا، ثلاث سنوات بعد الإنزال، حين شارك في المظاهرات التي نظمها حزب الشعب في 1 ماي 1945 بالجزائر العاصمة، ثم في مظاهرات الثامن ماي 1945، بغية مطالبة فرنسا بالوفاء بوعدها للجزائريين بالحرية. بعدها انخرط ياسف سعدي في صفوف الحركة الوطنية من أجل انتصار الحريات الديمقراطية. وفي سنة 1950 غادر الجزائر نحو فرنسا لمدة سنتين، عقب اكتشاف أمر المنظمة الخاصة "لوس" التي كان أحد أعضائها على مستوى حي القصبة. وحين عاد باشر اتصالاته مع أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل، التي تشكلت كقوة ثالثة عقب الصراعات بين المصاليين والمركزيين، وبالأخص مع رابح بيطاط وسويداني بوجمعة، فكلف بربط الاتصالات مع خلايا المناضلين بالقصبة.
حين قامت الثورة، عيّن ياسف سعدي مسؤولًا عن الناحیة الأولى التي اشتملت على أحياء شاتو ناف والأبيار والقصبة. وفي عام 1955 أرسل إلى سويسرا للاتصال بممثلي أحمد بن بلة هناك وألقي عليه القبض لكن أطلق سراحه أربعة أشهر بعد ذلك. وفي ديسمبر 1955، تمكن من تجنيد المجاهد علي لابوانت، مثلما يذكر في مذكراته، التي تعتبر بمثابة سرد دقيق لمجريات إضراب الثمانية أيام الذي انطلق يوم 28 جانفي 1957، واستمر إلى غاية يوم 4 فيفري 1957 . ومكنته أحداث معركة الجزائر من الاقتراب من القادة التاريخيين لجبهة التحرير الوطني العائدين من مؤتمر الصومام، وبالأخص العربي بن مهيدي وعبان رمضان.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات