إسلاميون وعلمانيون يبحثون التوافق حول الرئاسيات

+ -

 يحتضن مقر التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، اليوم، لقاء يشارك فيه حزبان إسلاميان بالإضافة إلى رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور. وتصف مصادر حزبية هذا اللقاء بـ”الداخلي والتشاوري” الذي لا يرتقب منه إعلان قرارات توافقية مهمة، لكن مجرد اللقاء في حد ذاته يعتبر تمهيدا لطريق نحو موقف توافقي بين التيار العلماني والإسلامي وشخصية تكنوقراطية.يجتمع كل من رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، والأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، ورئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، اليوم، في لقاء تشاوري بمقر الأرسيدي. ونقلت مصادر لـ«الخبر” أنه لا أجندة محددة في اللقاء “لكنه استمرار في مسار تقارب بدأ بين إسلاميين وعلمانيين منذ الخريف الماضي”، واحتضان مقر التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية للقاء يعتبر في حد ذاته مؤشرا غير مسبوق في تعامل الحزب المحسوب على الدوائر العلمانية إزاء الأحزاب الإسلامية.وتحاول الأحزاب الثلاثة المعنية باللقاء وهي حركة مجتمع السلم، النهضة والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الإبقاء على الاجتماع محل “سرية” بمعنى أنه لقاء “داخلي وتشاوري”، لكنه يتوخى الخروج بـ«موقف مشترك من الرئاسيات المقبلة”. وتصف مصادر “الخبر” هذا الاجتماع باستمرار في مسار التقارب الذي لم يرفضه الأرسيدي وعبّر عنه مؤخرا بحضور موفد عنه إلى لقاء مجموعة أحزاب المعارضة المعروفة بمجموعة “العشرين” الذي أقيم في رياض الفتح بالعاصمة قبل أيام بحضور محمد خندق، عضو المكتب الوطني في الأرسيدي.واستبعدت مصادر أن يكون حضور أحمد بن بيتور، المرشح المنتظر للرئاسيات المقبلة في الـ17 أفريل، له دلالة تتعلق بميول الأحزاب الثلاثة نحو ملفه الرئاسي، وفي نظر الأحزاب المشاركة فإن بن بيتور شخصية توافق ووفاق في نفس الوقت، لذلك كان حاضرا في أكثر من مبادرة سياسية دون أن يكون الداعي وراءها إعلان المساندة له، ويكشف هذا التطور عن إمعان الأرسيدي في انفتاحه على باقي أحزاب المعارضة من خارج التيار العلماني.فقد سبق لمحسن بلعباس، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أن استقبل وفدا عن حركة النهضة بمقر الحزب، في خطوة نادرة من التجمع، وكان ذلك في فترة الأمين العام السباق فاتح ربيعي، وكان اللقاء هو الثاني مع حزب إسلامي بعد حركة مجتمع السلم في أول عمل مشترك بين الحزبين اللذين جمعتهما “معارك سياسية” طويلة.واللافت في هذا الخيار هو تسجيل اندفاع قوي من التيار الإسلامي إلى البحث عن خطوط تقاطع مع القوى الوطنية، ووجود رغبة كبيرة في إقامة تحالف مشترك خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث إن تقارب الإسلاميين والعلمانيين بخصوص ملف الرئاسيات بدأ من مبادرة أطلقها عبد الرزاق مقري بعنوان “الإصلاح السياسي” تتضمن تقديم مرشح توافقي بين الأحزاب الوطنية والإسلامية، لكنها فشلت في التوصل لهذه النتيجة، بينما نجحت فقط في فك روابط مع تيارات غير إسلامية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: