38serv
بعد نجاح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ومحيطه في تمرير العهدة الرابعة، لم يكن يخطر ببال أكثر المتفائلين أن المخاطرة ستمتد إلى محاولة فرض استمرار الرجل المريض في الحكم لخمس سنوات أخرى، لكن هذا ما تمّ في النهاية مُعرّضا الجزائر لمخاطر كبرى، لولا الحراك الشعبي الذي أوقف هذا المسار المجنون.
كانت سنوات العهدة الرابعة من أغرب ما عرفته العلوم السياسية عن أنظمة الحكم في العالم، ففيها وصلت السخرية بعقول الجزائريين إلى مداها، عبر محاولة إقناعهم أن عدم القدرة على الكلام ولا الحركة، لا تعيق الرئيس من أداء مهامه وتسييره بلدا بحجم قارة مثل الجزائر، تتنازعه تحديات داخلية وأخرى خارجية لا حصر لها. وبلغ المتزلفون للرئيس السابق الذين أظهرت الأيام زيف ولائهم له، حدّ تعويض غياب الرئيس الفاقع، بصورته التي كانت تسير في الشارع في المناسبات الوطنية وترفع حتى تكاد تحجب المتكلم عندما تتلى رسائله في الملتقيات الوطنية. كما رسخت في العقول، عبارات وحوادث تحولت مع انكشاف الحال، إلى موضع تندر وتحسر في نفس الوقت عما آلت إليه البلاد في ذلك الوقت، مثلما قاله الوزير السابق عمارة بن يونس من أن بوتفليقة يشتغل أفضل من عقولنا جميعا، وما ذكره وزير المجاهدين السابق الطيب زينوتي من أن الرئيس السابق بعثه الله للجزائريين، وكذلك دموع جمال ولد عباس، الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، أمام صورة الرئيس السابق طالبا منه الاعتذار بعد أن سأله الصحفيون عما إذا كان ينوي الترشح لخلافة بوتفليقة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات