أحزاب التيار الإسلامي الغائب الأكبر في قائمة المترشحين للرئاسيات

+ -

 رغم استدعاء الهيئة الناخبة وتحديد تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية، لا يزال الصمت يخيم على أحزاب التيار الإسلامي المعتمدة التي لم يعلن أحد من قيادييها عن ترشحه لموعد 17 أفريل القادم، وهو التيار الوحيد الذي بقي غائبا في قائمة المرشحين الذين أعلنوا لحد الآن عن ذلك وكان آخرهم علي بن فليس المحسوب على التيار الوطني.إلى غاية أمس، كانت قائمة الذين أعلنوا رغبتهم في الترشح للرئاسيات المقبلة تتضمن قرابة 16 اسما، منهم من ترشح تحت قبعة حزبية ومنهم من فضل الدخول حرا، وهناك عدد من هؤلاء المرشحين لم يكن لهم أي نشاط سياسي. وما يلاحظ على القائمة التي مازالت مفتوحة، أنها تخلو من الأسماء المحسوبة على التيار الإسلامي، رغم وجود أكثر من 6 أحزاب سياسية معروفة بنشاطها وتواجدها في الساحة على مدار العام، وتملك قيادات بإمكانها المنافسة، لكن لحد الآن لم يتقدم منها أحد لهذه المنافسة.ويرى مراقبون أن خيبة الأمل المحققة في الانتخابات التشريعية والمحلية الماضية، قد تركت آثارها داخل أحزاب التيار الإسلامي، وهي وراء حالة ”التحفظ” في التعاطي مع الرئاسيات المقبلة الذي اختارته تشكيلات جاب الله ومقري وجهيد يونسي ومناصرة وذويبي وغيرهم. لقد رفعت أحزاب التيار الإسلامي سقف نتائجها عاليا في التشريعيات الماضية، قبل أن تصاب بخيبة أمل بعد تحقيقها لنتائج هزيلة، حتى وإن كانت قد بررت ذلك بـ”التزوير”.هذه النتائج تكون قد رمت بظلالها في المواقف التي قد تعتمدها أحزاب التيار الإسلامي، في التعامل مع موعد 17 أفريل المقبل الذي بدأ عده التنازلي منذ استدعاء الهيئة الناخبة. والسؤال الذي سيواجه قيادات الأحزاب الإسلامية يخص مدى الربح والخسارة في حالة المشاركة أو المقاطعة، بالنظر إلى أن الفوز باستحقاق رئاسي، بعد فشل في التشريعي، يعد بعيد المنال لأسباب على علاقة بالعملية الانتخابية في حد ذاتها، خصوصا إذا ترشح الرئيس الحالي أو استخلفه مرشح آخر للسلطة. وكان الخيار الذي بحثت عنه بجدية بعض أحزاب التيار الإسلامي هو مرشح ”التوافق”، لأجل الحفاظ على الوعاء الانتخابي لهذا التيار وعدم تفرقه على الزعامات، غير أن الأمور لم تسر، مثلما كانت تشتهيه سفينة رئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري، وهو ما فرض حالة الانزواء الذي توجد فيها أحزاب التيار الإسلامي التي لم يعلن أي مرشح عنها دخوله الحلبة. ولم يحدث في السابق مثل هذا الوضع، بحيث كانت أحزاب التيار الإسلامي في صدارة من يسجل حضوره في مثل هذه المواعيد والأكثر نشاطا وحركة. كل المعطيات توحي أن ما وقع في مصر بعد تنحية الرئيس محمد مرسي من منصبه، قد أحدث صدمة داخل أحزاب التيار الإسلامي في الجزائر وأفقدها القدرة على المبادرة وزاد متاعب على متاعبها التي ظلت تشكو منها جراء الانقسامات التي عصفت بأكثر من حركة فيها في السنوات الأخيرة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: