ها هي محليات نوفمبر 2021 تنتهي ومعها تكون وضعت آخر لبنة في بناء صرح مؤسسات الدولة بالجزائر، التي أراد الرئيس تبون أن تكون جديدة في الممارسات والسلوكات والذهنيات والعقليات، بعيدة عما لصق بـ"الجزائر القديمة" من صفات ذميمة ميّزها الفساد وتبديد المال العام و"الحڤرة" والتهميش وتغوّل المال النتن، بل بلغ الأمر حد الخيانة.
أسقط الحراك الشعبي كل الأوراق الفاسدة التي لن تستطيع مقاومة رياح التغيير التي أرادها الشعب ذات فيفري 2019، وكانت البداية برفض جماهيري شعبي للعهدة الخامسة، ليرتفع سقف المطالب الشعبية بضرورة محاربة كل الفاسدين ورموز المال النتن، وما أكثرهم، فراحت المحاكم تستقبل عشرات الوزراء ورؤساء حكومات ومئات من يسمون أنفسهم برجال المال والأعمال، وعدد كبير أيضا من المديرين والإطارات السامية التي كانت تسيّر كبريات الهيئات والمؤسسات والشركات العمومية، وعدد ليس بالقليل أيضا لولاة الجمهورية ومعهم عدد من المنتخبين، عاثوا في الأرض فسادا، ومنهم من أتى على الأخضر واليابس على مستوى "جماعته" المحلية (إقليمه) وفقط، ولو ابتسم له الحظ وترقى في منصب المسؤولية إلى أعلى لكانت حملة حصاد الاستفادة من المال الفاسد عشرات العشرات مما استفاد منه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات