تمشيط واسع بجبال بني صالح لملاحقة عناصر إرهابية

 تمركزت قوات أمنية من الجيش والدرك الوطني، أول أمس، بمحيط جبال بني صالح عبر أقاليم الولايات الثلاث الطارف، ڤالمة وسوق أهراس، وشرعت في عمليات تمشيط للمنطقة، بينما تموقعت فرق من الدرك الوطني بالمواقع الإستراتيجية وشبكة الطرقات على تماس المنطقة، وفي دوريات عبر المداشر الجبلية الحدودية. وحسب مصادرنا الأمنية، فإن هذا الانتشار الأمني المنسق بين الولايات الثلاث جاء إثر توقيف شخص تونسي بمنطقة جبلية في بوشقوف بولاية ڤالمة، يشتبه في تورطه في النشاط الإرهابي في تونس، وأثناء التحقيق معه أبلغ عن مجموعة إرهابية تونسية تسللت من الضفة التونسية المحاذية إلى جبال بني صالح المتاخمة للحزام الحدودي. وأكدت فرقة لرجال الغابات بنواحي بني صالح هذا الانتشار الأمني وبأعداد كبيرة، منعتهم من الاقتراب من المنطقة الجبلية المستهدفة بالتمشيط الأمني. وبإقليم ولاية الطارف في محيط هذه الجبال الغابية ذات التضاريس الوعرة، تمركزت وحدات الجيش بمفرزة للحرس البلدي بكاف غراب، واتخذت منها قاعدة عملياتية، وهو نفس التموقع الأمني بإقليم ولايتي ڤالمة وسوق أهراس بمحيط الشريط الجبلي المشترك بين الولايات الثلاث، والمعروف تاريخيا بجبال بني صالح التي كانت منطقة محرمة على القوات العسكرية الفرنسية إبان حرب التحرير.وحسب المعلومات المتداولة في نطاق ضيق وسط الأجهزة الأمنية ومنتخبي بلديات المنطقة، فإن عناصر إرهابية تونسية تكون قد تسللت، قبل أسبوع، إلى المنطقة عبر النقطة المشتركة لحدود ولايتي الطارف وسوق أهراس بالتماس الحدودي مع تونس، وهي العناصر الإرهابية الفارة من الخناق الأمني التونسي المشدد بالجبال الغابية التونسية، الممتدة بين عين دراهم وغار الدماء إلى منطقة حمام بورقيبة، والتابعة لولاية جندوبة بالجهة الغربية التونسية المتاخمة لحدود ولايتي الطارف وسوق أهراس. وكانت هذه المجموعة الإرهابية، التي لم يظهر لها أثر، بعد 12 ساعة من الانتشار الأمني، قد تسببت قبل شهر في توتر الأوضاع الأمنية بمحور عين دراهم جنوبا إلى غار الدماء وحمام بورقيبة شمالا، حسب الأخبار الواردة من هناك عبر الوسائط الإعلامية. وقبل أسبوع تحدثت مصادر غير رسمية بالبلديات الحدودية لدائرة بوحجار بولاية الطارف عن تسلل عناصر إرهابية إلى المنطقة من الجبال التونسية المتاخمة، وهو الخبر الذي نفته المصالح الأمنية وقتذاك.