38serv
نشرت جريدة “العائلة المسيحية - Famiglia Cristiana”، الأسبوعية الإيطالية، مطالب الأقلية المسلمة في مقاطعة صقلية بجنوب إيطاليا، لإنشاء مقبرة على مستوى المقاطعة لضحايا البحر والهجرة السرية وجعل جزء منها خاص بالمسلمين.وتطرّقت الصحفية فرانسيسكا كابيبو في الصحيفة، إلى مأساة 03 أكتوبر الّتي شارك في تخليد ذِكراها رئيس الأقلية المسلمة في صقلية ونائب رئيس اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا، الأستاذ عبد الحفيظ خيط، وبمشاركة عمدة جزيرة لامبيدوزا، ومحافظ غرغنت، وأسقف مدينة اكريجنتو، إلى جانب عضوي البرلمان الأوروبي بيترو بارطولو من إيطاليا ودومينيك رويز ديفيزا من إسبانيا.وشارك هذا الوفد، بحسب الصحيفة الصّادرة في شهر نوفمبر الماضي، في قصّ الشّريط لافتتاح باب أوروبا المفتوح للجميع “مجسم باب مفتوح” الّذي يرمز إلى جزيرة لامبيدوزا، وصقلية بابها مفتوح لاستقبال المهاجرين، كرمز للتّبادل الثقافي، الحوار الحضاري والتّعايش الإنساني.وفي هذا السّياق، أفاد رئيس الأقلية المسلمة في صقلية، عبد الحفيظ خيط، في تصريح خصّ به “الخبر”، أمس الأحد، أنّه ومنذ سنة 2014م، طلب من رئيس مقاطعة صقلية السابق “روزاريو كروشيتا”، لإنشاء مقبرة على مستوى المقاطعة لضحايا البحر والهجرة السرية وجعل جزء منها خاص بالمسلمين. مشيرًا إلى أنّ اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا “تفاعل بشكل سريع وإيجابي بخصوص إثارة النّقص الحاد في المقابر الإسلامية”.وأكّد عبد الحفيظ خيط أنّ الهدف من هاته المطالب هو “تمكين أهالي الضحايا والمفقودين من الحصول على المعلومات الكاملة وبسهولة لوجود مقبرة مخصّصة لهاته الحالات”، مشيرًا إلى أنّ “العديد ممّن ماتوا غرقًا وتمّ انتشال جثثهم لا توجد مقبل خاصة بهم”، موضّحًا أنّه “يتمّ توزيعهم على المقابر الموزّعة عبر المقاطعة وأغلبها بل أستطيع الجزم أنّها كلّها لا توجد فيها مساحة مخصّصة للمسلمين”.ولفت الأستاذ خيط قائلًا “هذا ما طالبتُ به مؤخّرًا عندما استدعيتُ في جزيرة لامبيدوزا بوابة أوروبا لإحياء المأساة الّتي تصادف يوم 03 أكتوبر 2013م والّتي راح ضحيتها 367 مهاجرًا قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا والّتي هزّت الرأي العام وأيقظت الضمير الإنساني خاصة المنظمات الإنسانية”، وأضاف: “كانت لهاته الفاجعة ومثيلاتها الأثر الكبير وجعل 03 أكتوبر يومًا وطنيًا لتذكّر هاته المأساة”.«مقبرة شهداء البحر.. هكذا طالبنا بها” يؤكّد الأستاذ خيط. وممّا جاء في مداخلته بمناسبة هاته الذّكرى أنّ “هؤلاء الغرقى لم تحترم إنسانيتهم وهم إحياء حيث رموا بأنفسهم في البحر هروبًا من وضع مأساوي جرّاء الحروب والفقر”، مشدّدًا “واجبنا اليوم أن نردّ لهم الاعتبار وهم أموات”، مركّزًا على “العمل على إنشاء ممرات إنسانية ومقبرة على مستوى المقاطعة لضحايا البحر”.وأكّد المتحدث أنّه “لحدّ السّاعة لم يتمّ الاستجابة لهذا المطلب (مقبرة شهداء البحر) لكونه من صلاحيات البلدية”، مشيرًا إلى أنّه “الآن فيه تحرّك على مستوى وزارة الداخلية والجمعية الوطنية للبلديات، كون توقف الرّحلات الجوية جرّاء وباء كورونا وعدم إمكانية إرسال جثث الموتى إلى بلدانهم الأصلية، خاصة المغاربية منها، أبان عن نقص في المساحات المحدّدة لدفن المسلمين”، وأوضح أنّه “من أصل 8000 بلدية هناك 48 بها مساحات مخصّصة لدفن المسلمين على مستوى إيطاليا”.تجدر الإشارة إلى أنّه منذ سنة 2014م إلى يومنا هذا، بلغ عدد ضحايا الهجرة السرية في سواحل صقلية أكثر من عشرين ألفًا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات