من الخطأ المطالبة بالأرشيف الفرنسي والجزائر ترفض فتح أرشيفها

+ -

 أثار المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، أمس، في مداخلته بمنتدى جريدة “ليبرتي”، صعوبة مهمة المؤرخ في السنوات الأخيرة في كتابة التاريخ أمام الثورة المعلوماتية وسرعة تنقل المعلومات على شبكة الأنترنت، وبالتالي سهولة الوصول إلى المؤرخ، وهذا لم يكن متاحا في السابق، كما أصبح المؤرخ أمام زخم من المعلومات والأرشيف والصور التي يمكن أن يعتمد عليها كمصدر لعمله في كتابة التاريخ، “لكن المهمة صعبة فليس من السهل التدقيق في صحة كل هذه الوثائق”. عاد ستورا إلى بداياته في الكتابة عن تاريخ الحركة الوطنية وتاريخ الثورة، خاصة لاهتمامه بشخصية مصالى الحاج في منتصف السبعينات، عندما كان طالبا في التاريخ ملتزما بالقضايا النضالية، إذ أثاره مسار الرجل “الذي غيبت ذكراه في بلاده”، ليكون موضوعا لمذكرة الدكتوراه، موضحا: “في تلك الفترة تواصلت معي محامية مصالي الحاج والتقيت بمقربين منه وتمكنت من الحصول على مذكراته المكتوبة بخط يده وهذه بمثابة ثروة بالنسبة للمؤرخ”.وأبرز المتحدث أنه بعد أن فرغ من الكتابة عن مصالي الحاج، اقتنع بضرورة جمع كل وجهات النظر، وبالتالي الكتابة عن الجهة الأخرى، ليأتي “معجم شخصيات المناضلين الوطنيين الجزائريين”، وغيرها من الكتابات.وفي حديثه عن الأرشيف كمرجع مهم في كتابة التاريخ، أشار بنجامين ستورا إلى أن الكتابة عن جرائم الدول لا نجدها بالضرورة في الأرشيف، ولسنا بحاجة لفتح الأرشيف للتأكد منها “يكفي جمع الشهادات والتأكد من التواريخ والضحايا لكتابة الحقائق”، مستدلا بالتجارب النووية الفرنسية في الجزائر التي كان يمكن أن تكون مادة خصبة للمؤرخين للمساهمة في رد الاعتبار للضحايا.وفي السياق، قال المتحدث إنه من الخطأ المطالبة دائما بالوصول إلى الأرشيف الفرنسي، في حين أن السلطات الجزائرية ترفض فتح أرشيفها للمؤرخين.وتحدث ستورا عن صعوبة مهمة الخوض في التاريخ، التي لا يرى أنها مهمة المؤرخ وحده، “يجب أن تتضافر جهود الجميع وأن تكون هناك إرادة سياسية لفتح الأرشيف ويتجاوب المجتمع لنتقدم إلى الأمام، فلو لم تكن هناك إرادة سياسية لإعادة اسم مصالي الحاج إلى الواجهة بعد تسمية مطار تلمسان باسمه كان سيظل اسمه مغيبا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات