38serv
أطلقت رابطة العالم الإسلامي، من جمهورية تنزانيا الاتحادية، الملتقى الإقليمي لخدمة الوحيين في القارة الإفريقية، بعنوان: “الكتاب والسُّنّة منهج حياة ونماء”، بمشاركة رئيس زنجبار، الدكتور حسين علي حسن أمويني، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشّيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، وبالشراكة مع كبار العلماء في القارة الإفريقية.وقد تواصلت فعاليات الملتقى على مدى ثلاثة أيّام؛ توافد خلالها المشاركون والضيوف من مختلف الدول الإفريقية؛ إذ يُعدّ هذا الملتقى الأوّل من نوعه في شرق إفريقيا، بما تضمّنه من أحدث أوراق العمل والدّراسات والبحوث لخدمة الكتاب والسُّنّة، إلى جانب عددٍ من أهمّ الدّورات التّدريبية وورش العمل في مجالات الإقراء، ووسائل تحفيظ القرآن الكريم وطرقه، ومثلُ ذلك في السُّنّة المطهّرة، مع التّعريف بالهدي النّبويّ، إضافة إلى أهمّ بحوث الإعجاز العلمي في القرآن والسُّنّة.وأكّد رئيس زنجبار، د. حسين علي حسن أمويني، في كلمته في افتتاح الملتقى، أنّ هذا التّجمّع للعلماء يكتسب أهمية كبيرة في ضوء المتغيّرات العالمية، والتّحديات الّتي تواجهها المجتمعات يومًا بعد آخر، آمِلًا في الوقت ذاته “أن يمنحنا هذا الملتقى فرصة لتذكير بعضنا بعضًا بأهمّية السّلام وحسن النّية فيما بيننا”.وشدّد الرئيس أمويني على أهمّية دور الزعماء الدّينيّين والمؤسسات الدّينية، في إدانة الشّرّ والتّصدّي لمهدّدات الأوطان، مشيرًا إلى حاجة الحكومات الماسّة إلى مساهمات هذه المؤسسات وشركاء التنمية الآخرين، في تحقيق أهدافها، وداعيًا إلى التّوسّع في أداء دورها في الحثّ على رفض أعمال العنف والتّمييز والفساد، وإساءة معاملة النّساء والأطفال، وكلّ ما يهدّد سلام المجتمعات وأمنها وتنميتها.في حين، قال الشّيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، في كلمته في افتتاح الملتقى: “إنّنا من منطلق إيماننا الرّاسخ بمكانة الوحيين في قلب كُلِّ مسلم وأقواله وأعماله، فإنّنا نحرِصُ كلَّ الحرص على أن يكون ذلك التّأسيس المهمّ منطلِقًا من فهمٍ صحيحٍ لنصوص الكتاب والسُّنّة؛ ومن هنا جاء اهتمام رابطة العالم الإسلامي، حيث أخذت على نفسها الاضطلاع بمسؤولية نشر الوعيِ الإسلامي بنصوصهما باعتبار ذلك في طليعة مهماتها”.وتطرّق الدكتور العيسى إلى مضامين الملتقى الّتي تستقرئ نصوصَ الكتاب والسُّنّة بوصفهما منهج حياةٍ ونماءٍ كما هو عنوان هذا الملتقى، منطلِقًا ذلك كلّه من الفهم العميق والرّاسخ لعُلماء “وثيقة مكّة المكرّمة” بما أوضحوه فيها من بيانٍ متكامل لعددٍ من القضايا ذوات الصّلة المباشرة بالفهم الصّائب لنصوص الوحيين الكريمين، وما اشتمل عليه ذلك البيان من الإضاءات المنيرة الّتي يتطلّبها الوعيُ الإسلاميُّ.ونوّه فضيلة الشّيخ بأهمّية تعليم النّشء الفهمَ الصّحيح لنصوص الكتاب والسُّنّة، بالتّوازي مع ما يتمّ تحفيظهم إيّاه، مؤكّدًا أنّ تعليمهم ذلك وهُم صغار يرسِّخ مبادئ الإسلام وقيمه الرّفيعة في صدورهم، والله تعالى أنزل القرآن الكريم لنتدبّره حيث يقول الحقّ سبحانه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}.واستطرد الدكتور العيسى قائلًا: “إنّ الفارق المهمّ يكمن في الجمع بين حفظ النّصوص وتدبّرها”، موضّحًا: “ولا يمكن لنا أن نتدبّرها حتّى نفهمها فهمًا صحيحًا”.ولفت الأنظار إلى أنّ رابطة العالم الإسلامي، ومن خلال إدارة مختصة بخدمة الوحيين، تعمل باستمرار على أن يتمثّل الكتابُ والسُّنّة في شخصية كلّ مسلم قيمةً أخلاقيةً عاليةً؛ تعكِس شخصيةَ المؤمن الحقيقية “مع نفسه، ومع مجتمعه ووطنه، ومع الآخرين حول العالم”. فالمسلم الحقّ حيثما كان إنّما هو أخلاق تمشي على الأرض، ولن تعيش أمّةٌ وهي مرفوعةُ الجناب بلا قيم، فالإسلام قام على كلمة التّوحيد بما تحمله من قيم جليلة، وقد قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: “إنّما بُعِثت لأتمّم مكارم الأخلاق”، وقد أتمّها صلى الله عليه وسلم وهو من قال فيه ربّه جلّ وعلَا: {وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عظيمٍ}”.وقد ناقشت جلسات الملتقى محاور عدّة أبرزها: دور “وثيقة مكّة المكرّمة” في إبراز سماحة الإسلام ونشر الوعي المجتمعي في قضايا معاصرة ملحة مع التّأكيد على أهمّية ثقافة التّعايش السِّلمي بين أتباع الأديان ولاسيما في محضن هذا الملتقى (تنزانيا) إضافة إلى محاور تتعلّق بالدّروس والتّحديات والتّطلّعات ودور المرأة في خدمة المجتمع المحلّي والإعجاز العلمي في القرآن والسُّنّة وتكامل المراكز والمؤسسات القرآنية ‘المجلس العالمي لشيوخ الإقراء أنموذجًا’.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات