القرآن الكريم، دستور الحياة، خاتم الكتب السّماوية، المعجزة الخالدة، أنزله الله على خاتم الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ليبقى معجزة خالدة حتّى يرث الله الأرض ومَن عليها وهو خير الوارثين.ولئن كانت معجزات الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام تحسّ بالرّؤية ومن بعدها بالتّأمّل وهي حوادث تقع ولا يبقى منها إلاّ الإخبار بها، فلا تعرف على اليقين إلاّ لمَن عاينها وذلك ما أخبر عنه القرآن كمعجزات موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء عليهم السّلام.أمّا معجزة سيّدنا محمّد عليه أفضل الصّلاة والسّلام فلم تكن فقط من هذا النّوع وإنّما كانت أكبر من حادثة تقع وتزول من غير بقاء لها إلاّ بالخبر والذِّكر، بل أصبحت خالدة باقية على مرّ الأجيال تخاطب العقول وتقرأها الأبصار والبصائر على مرّ العصور، وفي هذا يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الصّحاح: “ما من نبي إلاّ أوتى ما مثله آمن به البشر وإنّما كان الّذي أوتيته وَحْيًا أوحي به إليّ وإنّي لأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة”، وهذا مردّه، كما قال العلامة الإمام أبو زهرة في كتابه “المعجزة الكبرى”، أنّ رسالة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم خالدة ولكلّ البشر، فلابدّ أن تبقى معجزة خالدة تقرأها وتراها وتحسّ بها كلّ الأجيال حتّى قيام السّاعة.ولقد تحدّى الله عزّ وجلّ العرب بأن يأتوا بمِثله ثمّ تحدّاهُم أن يأتوا بعَشر سور مثله ثمّ تحدّاهم بأن يأتوا بسورة من مِثله، وذلك إمعان في التّحدّي وتعجيز للعرب الّذين نزل بلغتهم وهم المعروف عنهم الفصاحة والبلاغة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات