38serv
كان مبرمجا أن ينهي الرئيس ماكرون زيارته من وهران، لكنه سينهيها من العاصمة الجزائر بعد التوقيع على "بيان مشترك" مع الرئيس تبون، وظهر جليا أن الملف "الأمني" حضر بقوة في قمة أمنية الأولى من نوعها، رغم أنه لم يكن مبرمجا كذلك من قبل، وظل الغموض قائما بشأن مسألتي "التأشيرات" و"الغاز"، رغم أنهما تصدرا عناوين الصحف في كلا البلدين، فما الذي كان وراء زحزحة "الأجندة" البروتوكولية؟
"لوموند" تقول إن الرئيس ماكرون وتبون التقيا ثلاث مرات في ظرف وجيز، وهو أمر لم يحدث في تاريخ الزيارات بين البلدين منذ عهد الرئيسين الشاذلي بن جديد وفرانسوا ميتران، حسب ما نقلته عن دبلوماسي جزائري. ولا يعد هذا الأمر بالغريب بالنظر إلى أن ماكرون ظل يردد مرارا في تصريحاته بأنه "لدي حوار جيد مع الرئيس تبون". قد يكون ذلك وراء تسهيل انعقاد قمة أمنية بين البلدين بحضور مسؤولي المصالح الأمنية للبلدين والتي تحدث لأول مرة منذ 62 حسب تصريحات الرئيس ماكرون. وإذا كانت صحيفة "لوموند" قد اكتفت في قراءتها لهذه القمة بأن باريس تبحث عن دعم الجزائر لها في الساحل، حيث غرقت قواتها العسكرية في مستنقع الساحل، فإن الجانب الجزائري أراد من وراء تلك القمة الرد على تصريحات سابقة لماكرون في أكتوبر 2021 قال فيها "لدي حوار جيد مع الرئيس تبون، لكني أرى أنه عالق في نظام صلب (متحجر) للغاية"، كما اتهم فيها النظام الجزائري الذي وصفه بـ "العسكري"، بتعميق ما يصفه بـ"كراهية فرنسا لدى الجزائريين"، وهي رسالة على أن السلطة في الجزائر متجانسة في الدفاع عن مصالح البلد ولا يوجد ما يفرّق بينها .
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات