38serv
كشف الرئيس السابق لنادي أولمبيك مارسيليا، الفرانكو سينغالي، باب ديوف، أنّ على اللاّعبين الأفارقة والعرب الذين ينشطون في مختلف النوادي الأوروبية أن “ينفضوا الغبار” عنهم لمواجهة ظاهرة العنصرية والتمييز التي استفحلت في المدة الأخيرة في رياضة كرة القدم.وقال بوب ديوف، الذي نشط، صباح أمس، ندوة صحفية في فندق “الأوراسي” بدعوة من يومية “الخبر الرياضي”: “في أوروبا يتم التمييز بين كل ما هو آت من الجنوب، فالتمييز في فرنسا هو أقل مقارنة عمّا هو سائد في إسبانيا وإيطاليا، ولكن الأفارقة العرب يعانون في الملاعب الفرنسية وخارجها في مجالات أخرى، فالذي يتلقى صفعة في خذه الأيمن، يجب ألا يمنح خذه الأيسر لتلقي صفعة ثانية”، يقول بوب ديوف، الذي دعا كل الأفارقة والعرب لمواجهة العنصرية وعدم الشعور بالنقص أمام الأوروبيين وهذا بفرض كفاءاتهم. وركز باب ديوف في حديثه على تجربته الطويلة في فرنسا، وقال في هذا الشأن “كنت أول إفريقي أسود يترأس ناد أوروبي محترف، وكنت شاهدا لمظاهر العنصرية في فرنسا. فمدينة مارسيليا هي أكثر المدن الفرنسة عنصرية، ومع ذلك فرضت نفسي طيلة السنوات التي توليت فيها تسيير شؤون النادي، وتمكنت من تحقيق نتائج إيجابية وكسب شعبية في أوساط جماهير هذا النادي، فالكفاءة هي أحد الأسلحة التي يجب الاعتماد عليها لمحاربة العنصرية”، يقول الرئيس السابق لنادي مارسيليا، الذي انتقد السياسة المنتهجة في فرنسا في التعامل مع الأفارقة، حيث قال “40 بالمائة من اللاعبين الأفارقة تستغني عنهم فرنسا وتخلق لهم عراقيل من أجل عدم مواصلة العمل هناك، مثلما حدث لزيدان الذي فرض نفسه في منتخب الديكة، لأن الفرنسيين لم يجدوا أحسن منه، واللاعب الدولي الأسبق تيغانا لقي نفس المصير عندما حرم من تدريب المنتخب الفرنسي لأسباب عنصرية، كما أن اللاعب سمير ناصري الذي أعرفه جيدا وكنت وكيل أعماله، تم استبعاده من المنتخب الفرنسي بسبب العنصرية، فالأفارقة في فرنسا مثل فاكهة البرتقال تعصر ثم تُرمى”.وتحدث باب ديوف عن المضايقات التي يتعرض لها اللاعبون الأفارقة في نواديهم الأوروبية، كلّما اقترب موعد كأس أمم إفريقيا، وكشف في هذا الشأن “بعض المدربين والمسيرين في أوروبا يمارسون ضغوط على اللاعبين الأفارقة الدوليين، فعندما يقول المدرب للاعبه إنه سيبحث عن خليفته في فترة “الكان”، وقد يفقد منصبه بعد عودته، ما يجعل اللاعب يتنقل إلى منتخب بلده شارد الذهن وقلقا على مستقبله في ناديه”.وعن اللاعبين مزدوجي الجنسية، أكد محدثنا أن أغلبية اللاعبين في فرنسا يفضلون حمل ألوان المنتخب الفرنسي في المقام الأول، وفي حال عدم حصولهم على الفرصة للظهور مع “الديكة”، يلجأون للعب في منتخب بلدهم الأصلي”.وتطرق منشط الندوة الصحفية في معرض حديثه للحادثة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، إثر الهجوم على أسبوعية “شارلي إيبدو”، وقال إن تنامي العنف وانتشار الآفات والجريمة في فرنسا تعود أيضا للتمييز السائد في هذا البلد “ففي مارسيليا يقولون هنا الحديث بلغة “الكلاشنيكوف”، لكن لماذا صار هناك عنف، لأنّ معاملة الأفارقة والعرب خاصة ليس كبقية المواطنين، وحتى تجمعاتهم السكنية تختلف عن الفرنسيين، ما يؤدي ذلك لتنامي العنف”، يقول باب ديوف. وحول ما إذا كانت تلك الهجمات ستكون لها انعكاسات في نادي مارسيليا الذي يشجعه عدد كبير من الجالية العربية والإفريقية، رد: “لا أعلم الغيب، ولكن ملعب فيلودروم بمارسيليا هو فضاء لكل عشاق النادي ويجمع كل الشرائح والأصناف”. المغرب والكاف تعاملا مع كان 2015 بـ”نفاق”تحدث باب ديوف في ندوته الصحفية عن ملف نقل نهائيات كأس أمم إفريقيا من المغرب إلى غينيا الاستوائية، حيث انتقد بشدة موقفي المغرب والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، واصفا ذلك بالنّفاق “المغرب والكاف تعاملا مع ملف كان 2015 بنفاق، فالمغرب طلب التأجيل بحجة مخاوف انتشار إيبولا، لكن بالمقابل احتضن لقاءات البلدان التي تعاني الوباء، زيادة على ذلك الطيران الملكي المغربي لم يوقف رحلاته باتجاه البلدان المتضررة بالوباء، ناهيك عن احتضان مونديال الأندية. أما هيئة حياتو فلم تلجأ إلى المنظمة العالمية للصحة أو خبراء في هذا المجال لمعرفة ما إذا كان يستحيل على المغرب تنظيم الدورة الإفريقية، بل اختارت الحل الأبسط، باختيار غينيا الاستوائية لاحتضان الدورة”، يقول باب ديوف. “الخضر” منتخب قويا.. لكن أتمنى فوز بلدي السينغالأكد باب ديوف أنه يتمنى فوز منتخب بلده السينغال على الجزائر في نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي ستنطلق السبت القادم في غينيا الاستوائية، ولكن اعترف في معرض حديثه بقوة المنتخب الجزائري، حيث قال: “تملكون منتخبا قويا، وهذه الدورة فرصة من أجل تأكيد مشواره الإيجابي الذي قطعه في التصفيات وقبلها في مونديال البرازيل”. كما أشاد بحنكة المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، عندما قال: “لو بقيت في أولمبيك مارسيليا لكنت قد تعاقدت مع غوركوف”، ولكنه ترك الانطباع أنه غير معجب كثيرا بالتقني البوسني، وحيد حاليلوزيتش، عندما ردّ على أحد أسئلة الصحفيين قائلا: “كان لي حديث مع حاليلوزيتش عندما كنت رئيسا لمارسيليا، ولكنني تيقنت أنه ليس المدرب المناسب لفريقي”.وفي سؤال حول استدعائه من طرف القاضي الفرنسي وصدور في حقه مذكرة “حجز تحت النّظر”، بسبب قضايا متعلقة بالتسيير في نادي مارسيليا، قال باب ديوف: “لم أكن متورطا في أي قضية، وطرح عليّ القاضي أسئلة تتعلق بالاستقدامات وأمور إدارية فقط، وكنت الوحيد الذي نشّط ندوة صحفية من أجل تبرئة ذمتي أمام الرأي العام، وليعلم الجميع أنني توليت رئاسة نادي مارسيليا وهو تحت طائلة ديون بلغت 35 مليون أورو، وعندما غادرته تركت في الخزينة مبلغ 40 مليون أورو”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات