38serv
بيت علم ودين وصلاح توارث أبناؤه القضاء أبًا عن جد، ويقطنون بـ“مصنعة قرن تيس”، وتسمى في الوقت الحاضر “مصنعة المحويت” لوقوع مدينة المحويت في السقع الغربي، لها وتبعد عن صنعاء غربًا مع ميل إلى الشمال نحو 111 كم، ومن بيوت العلم بها إلى جانب بيت الصرمي بيت بني السنحاني.ويقيم بهذا البيت الآن القاضي محمد بن أحمد بن عبد الباري بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن هادي بن علي الصرمي.ويرجع أصل الأسرة إلى حاشد مديرية خمر بمحافظة عمران حاليًا، صنعاء سابقًا، وفي عهد الجد عبد الله بن أحمد، انتقلت الأسرة من حاشد إلى صنعاء، ومنها إلى الطويلة ثم إلى مصنعة المحويت، وبها كان استقرارها حتى الآن، وقد قال القاضي أحمد أخو القاضي محمد في ذلك أبياتًا من الشعر تنشر لأول مرة في هذا المقال:أنا صرمي وأسـكن قَرن تيسوبالمحويت حاليًا نحـلهناك أبي وأبعدنا جدودًا قُضَاةٌ وطنوا صنعا وحـلواهُداة الخيرِ قادة كلِ حـرٍّ مجالسـهم رِياض لا تُملوهجرة حاشد الكرماء منهـم أسود الظيم إن برموا يحلواوالقاضي محمد بن أحمد بن عبد الباري الصرمي الذي سبقت الإشارة إليه عالم له دراية قوية بالسنة وعلومها، داعية للعمل بالكتاب والسنة، وله فضل كبير في تحويل شريحة واسعة من سكان المحويت من مذهب الزيدية إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وذلك بحكم منصبه، حيث كان مديرا لمعاهد لواء المحويت. وقد عين قاضيًا في محافظة عمران، لكنه رفض تولي المنصب.وقد تخرج القاضي محمد بن أحمد بن عبد الباري في علمه على يد علماء كبار، نذكر منهم العلامة محمد بن سعد الشرح، والعلامة الحجة عبد الرزاق بن أحمد الشاحذي، والعلامة السيد زيد بن علي الحوثي، والعلامة يحيى القاعدي، والعلامة محمد المعبري، وعلي بن محمد صابور، وغيرهم.ويرجع أصل مكتبة بيت الصرمي إلى الجد أحمد بن هادي بن علي الصرمي، حيث كان فقيها فرضيا له مشاركات في علوم العربية، وله آثار علمية قيمة، لا تزال مخطوطة حتى الآن في مكتبة الأسرة، ونذكر منها: كتاب اللمع الوامض الكاشف لمعاني إيضاح الغامض. وكتاب أحوال البرزخ.وقد انتقلت المكتبة من الجد أحمد بن هادي إلى الجد عبد الله، ثم إلى الجد عبد الرحمن، ثم إلى الجد محمد، ثم إلى عبد الباري وأخيه أحمد، وكان كل واحد من هؤلاء يضيف إلى المكتبة من تآليفه ومقتنياته، ثم قسمت المكتبة بعد ذلك بين عبد الباري وأخيه أحمد فالقسم الذي آل إلى أحمد، لا ندري أين ذهب، أما القسم الذي آل إلى عبد الباري، فقد قسم بين أولاده الاثني عشر (سبعة ذكور وخمس بنات)، وزوجته، ثم اتفق الجميع بعد ذلك على إعادة لم شمل المكتبة ووقفها على طلبة العلم من ذرية الصرمي، ويسمى في الفقه بالوقف الذري، وكان مكانها في بيت القاضي أحمد أبي القاضي محمد الصرمي، والقاضي أحمد الصرمي.وقد نقل قسم من مخطوطات المكتبة، ونعتقد أنه القسم الأكبر، إلى منزل القاضي أحمد الصرمي بصنعاء لترميمها، ولكنها لم ترمم، ولا تزال هناك.وتوجد بالمكتبة مخطوطات قيّمة ونوادر نذكر منها: العباب شرح أبيات الآداب للعدوي. الإيمان للهادي يحيى بن الحسين. اللمع الوامض الكاشف لمعاني إيضاح الغامض، لأحمد بن هادي بن علي الصرمي. أحوال البرزخ، لأحمد بن هادي بن علي الصرمي. شفاء الأسقام شرح تكملة الأحكام لابن حابس. الوابل المغزار في الفروع، ليحيى حميد بن حسين المقري. منهاج الطالب إلى تحقيق كافية ابن الحاجب للرصاص. البيان الشافي،لابن ظفر. الوجيز في تفسير القرآن الكريم. كتاب في التاريخ، لابن الوزير، وهو مختلف عن كتاب – كريمة العناصر في دولة الإمام الناصر، للهادي بن إبراهيم الوزير، ومختلف أيضًا عن كتاب الحسام المشهور في الذب عن الإمام المنصور، لمحمد بن إبراهيم الوزير، وهو الأخ الأصغر للهادي بن إبراهيم الوزير، وحيث أطلق ابن الوزير فهو المقصود.كما يوجد بالمكتبة نسخة نفيسة من ديوان المتنبي كتبت بخط رائع جميل، كتب على حاشية ورقته الأولى وبخط مغاير لخط النص والتعليق عبارة: (ملك القاضي عبد الباري محمد الصرمي). ويوجد على نسخة الديوان حواشٍ وتعليقات غزيرة وقيمة. والله الموفق لما فيه الخير والصواب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات